أعجبتني فكرة التجريب عند مصطفى سيد أحمد والجرأة في طرح الأفكار
أبوبكر سيد أحمد.. صوت يحمل تفاصيل الزمن الجميل يحتشد بالكثير من المغايرة.. وهو صوت غنائي مثقف جداً له مقدرة أن يكون صاحب إضافة وحضور.. ويكفي جداً الشهادة التي قالها في حقه العملاق الراحل محمد وردي.. أبوبكر سيد أحمد يؤسس الآن لتجربة غنائية ذات طعم خاص غير مألوف فيه الكثير من التجديد والتجريب..
بعض الرحيق التقت أبوبكر سيد أحمد وخرجت منه بالكثير حول مشروع غنائيته.
حاوره: سراج الدين مصطفى
ـ أرجو أن نتعرف عليك أولاً؟
أنا أبوبكر محمد سيد أحمد من مواليد مدينة مدني في العام 1972.. النشأة الأولى والدراسة واكتشاف الفكرة الغنائية كلها كانت في مدني وعبر الدورات المدرسية..وأستاذنا مليجي الكبير كان له دور كبير والفنان الخير السقيد الشقيق الأكبر للفنان الرائع علي السقيد .. وكلية الزراعة أبونعامة كانت محطة مهمة جداً في حياتي حيث درست الجامعة وهي فترة كانت ثرة ومليئة مع الأخ المليح يعقوب الملحن الجميل.
ـ بمن تأثرت فنياً وأنت في البدايات؟
عدد كبير جداً، وأنا لم يشكل وجداني فنان واحد، ولكن عرفت الغناء على يدي الراحل أحمد الجابري ولكن الذي امتلك وجداني منذ وقت طويل وحتى الآن هو الموسيقار محمد وردي ومصطفى سيد أحمد إلى حد ما، وأعجبتني فكرة التجريب عنده والجرأة في طرح الأفكار..
ـ تأثرت بمصطفى حتى إنك تمشي على ذات طريقته؟
هذا شرف لا أدعيه، ولكن مصطفى ظروف تكوين تجربته كانت مختلفة وقد يكون هنالك قاسم مشترك بيننا كما قال الدكتور أنس العاقب وإن أصواتنا من قبيلة واحدة، ولكن مصطفى أضاف لي الكثير في شكل تجربتي الغنائية ولكن أنا لم اتعمد أن أغني على ذات شاكلته في الغناء، وتأسرني جداً الأفكار التجريبية والسريالية في نصوصه الشعرية.
ـ أبوبكر سيد أحمد.. مشروع فنان أم فنان لديه مشروع غنائي؟
ـ الإنسان في كل زمان ومكان هو في حالة تجريب، ولكن من الممكن أن تقول بأنني تحسست الأنماط الغنائية التي أريد أن أطرحها من خلال الغناء، وأنا اعتقد بأن التجريب ليست له قواعد وهو شكل جمالي صرف لا مقاييس له..وأنا حينما لحنت أغنية (على فكرة) فهي كانت نوعا من التجريب ولم أكن متخيلاً بأنها ستفوز وتجد كل هذا القبول وأحسست باحتفاء الناس بها ولكن هذا لم يقدني لصناعة تجربة مماثلة لأغنية (على فكرة) ويكفي أنها كانت نمطاً جديداً ووفقت فيها.
ـ فلنتحدث عن مشروعك الغنائي؟
أنا أتمنى أن يكون مشروعاً غنائياً جاداً.. حيث العناية في اختيار الأغاني والألحان والأداء الجديد.. وأتمنى أن أوفق في خلق غناء جاد وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون معقداً ولكن يجب أن يكون في وضعية الغناء الذي يربي ويذكي الوجدان حتى أعبر به في كيفية السمو بالوجدان.
ـ ماهو الجديد لديك حتى تميز نفسك عن جيل وصف بالهبوط والإسفاف؟
هو تحري الجدية وسط غناء سهل كالزبد الذي يذهب جفاء.. وكذلك تحري الأغنية التي اجتهد الشاعر في كتابة كلماتها والمغني والملحن حتى يتوافر المجهود الحسي وأبتعد عن الصنعة.
ـ ولكن من يطرح مشروعاً غنائياً لن يصل الناس سريعاً؟
ـ بالتأكيد.. وأنا يومياً أفكر في أن يكون خطابي الغنائي بعيداً عن الاستعلاء حتى لا أصعب طريق الوصول ولكن الذي أعرفه تماماً هو أن الغناء مسئولية، وأنا لا أتقبل حتى أن تنسى الفرقة الموسيقية ولا “لازمة موسيقية” واحدة..
ـ وسط هذا الكم الهائل من الفنانين كيف ستكون إضافاتك الغنائية واللحنية والتي تنظر إليها بخجل؟
المستمع يزرع الثقة في المغني حينما يتجاوب مع ألحانه ـ وأنت شاهد عصر ـ منذ زمن.. ولكن أنا لا أسعى للتميز الذي يصل حد النشاز أو ابتكر شيئاً لم يبتكره الآخرون لكن الذي تراه تميزاً قد يرى كنشاز.. ولكن التميز هو أن تتوافق مع إحساسك في لحظات التلحين والغناء.. ولكن مع الأسف جيلنا لم يجد الفرصة حتى يقول كلمته ومن سبقونا وجدوا فرصتهم الكاملة..
ـ أبوبكر سيد أحمد أنت متهم بأنك فنان مهرجانات تظهر فقط في مهرجان ميلاد الأغنيات؟
أنا لست مهووساً بأن أعمل خطوة ثم أتوقف أعوام لأقيمها ولكن أنا محظوظ جداً لأنني بدأت بأغنيتين مصورتين هما “دار أم بادر” وكانوا من بيئة مختلفة تماماً عن بيئتي الأصلية والجميع سمع تلك الأغاني التي وجدت حظها من الانتشار.. وأنا محظوظ لأنني سجلت كثيراً في أجهزة الإعلام على مستوى الإذاعات والقنوات الفضائية كلها تقريباً..