قصة أغنية ..تؤرخ للحظة وجدانية كثيفة المشاعر صدفة.. أغنية لا تعرف التثاؤب!!
كتب: سراج الدين مصطفى
شاعر في الذاكرة:
إسماعيل حسن.. شاعر ستظل ذكراه متقدة للأبد في الذاكرة.. فهو واحد من أعظم الشعراء الذين كتبوا الشعر الغنائي.. ولعل (ود حد الزين) سطر أجمل الأغاني السودانية مع رفيق دربه وردي أو مع آخرين.. ولكن تظل تجربته مع العملاق محمد وردي هي الأبرز في مجال الثنائيات الغنائية التي اشتهرت في زمان ما.. قدم إسماعيل حسن ووردي أعذب الغناء الذي ما زال حتى اليوم يحمل ذات الألق والجمال.. ثنائية (وردي ـ إسماعيل) قدمت أغنية (صدفة) وهي من الأغاني المستحيلة ذات البعد الوجداني المدهش.
أمير شعراء السودان:
ما لا شك فيه أن الشاعر الكبير الراحل المقيم إسماعيل حسن شاعر مجيد وفنان عبقري.. ملأ الدنيا وشغل الناس بأشعاره وقصائده الغنائية العاطفية والوطنية التي لا تعد ولا تحصى فتوج نفسه بقصد أو غير قصد أميراً لشعراء السودان أو شاعر الأمة كما يقولون ، ليس فقط بسبب أغانيه العاطفية التي تغنى بها عمالقة الطرب في السودان، بل بسبب إرتباطه وإنحيازه القوي يابناء شعبه في كل الجهات الأربع، ومن هنا كان حنينه الدائم للأرض والنيل للوطن والشعب الذي أعطاه كل خفقة من قلبه الكبير .
تجارب شخصية:
ولعل الجميع يعلم أن معظم أغنيات الشاعر إسماعيل حسن كانت نتاج تجارب شخصية عاشها وصورها شعرياً.. وكانت زوجته هي ملهمته حيث كتب فيها معظم قصائده إبان الخلاف الشهير بينه وبينها.. وأغنية (صدفة) التي تغنى بها الراحل محمد وردي تعكس واحدة من التجارب الوجدانية العميقة التي عاشها اسماعيل حسن.. فهو بارع في تصوير حالته النفسية وله قدرة فائقة في التقاط المواقف العادية وتحويلها لحالة وجدانية كثيفة الشعور والإحساس.
قصة الأغنية:
وتحكي الحاجة فتحية أرملة المرحوم الشاعر إسماعيل حسن قصة أغنية صدفة التي تغنى بها هرم الأغنية السودانية وردي فقالت (بعد 3 شهور من زواجنا تم طلاقي من إسماعيل حسن نتيجة سوء تفاهم بين الأسرتين حدث أيام العرس ثم تطور بعده، سريعاً عدت لبيت والدي وأنا ابنة 14عاماً.
أغنيات عديدة:
عاش إسماعيل لوعته وعذابه فيها كتب أعظم ما سمعته الأغنية السودانية من روائع ألم الفراق ولوعته فكانت (المستحيل، بعد إيه، خاف من الله، سؤال، حنية، الوصية، نور العين، لو بهمسة، غلطة، قلبي الحزين، عارفنه حبيبي، حبيبي جفا واشتقت ليك). وغيرها.. وتقول الحاجة فتحية: بعد عودتي لبيتي لم تقع عيناي على وجه إسماعيل حسن إلا بعد 6 أشهر في عرس بنت خالي بالخرطوم 3, فما أن جلست على الكرسي في صيوان العرس وجدته أمامي في الصف الأول ارتعش جسمي كله وخفق قلبي، كانت لحظة عصيبة، فتقدم نحوي وسلم علي وقال لي صدفة جميلة يا فتحية، فخفضت رأسي نحو الأرض وودت لو أنها انشقت وبلعتني من خجلي وحالة اللاتوازن التي كنت عليها.
في إذاعة أم درمان:
لم تمر أيام إلا وأسمع وردي في الإذاعة ينطق بنفس الكلمة التي هزني بها إسماعيل
صدفة وأجمل صدفة.. أنا يوم لاقيتا
أسعد يوم يومي الحييتا.. نور عينيا يا ما حبيتا
النظرات بريئة.. ممزوجة بخجل
البسمات تضوي.. زي نور الأمل
وجهك بين مسايرك.. زي بدر اكتمل
والشامة في خديدك.. زي طعم القبل
تسكر قلبي وتشعل حبي.. يشهد ربي انا بهواك
ما قادر أقولك.. عن حبي الكبير
وصفو علي قاسي .. وعايش في الضمير
قدر الكون دا كلو.. حبي وأكبر بي كتير
مالكني محيرني.. شوف قلبي الأسير
أسألي قلبك يمكن يقدر.. يشرح حبي أنا محتار
صدفة عيوني شافت.. ليلي الباكي نور
يا أيام ربيعي.. .. عمري معاكي أزهر
فيها الطير يغني.. ومن ألحاني يسكر
عمري فراشة حولك.. وانت شبابك أخضر
يا ما بحبك وبعبد حب.. علشان حبك أنا بهواك