الخريف في خط 6 صدق أو لا تصدق!
طبعاً حتصدق، لأنك تعرف أن هذا ميقاته.
ناس الإرصاد لم يقصروا، بشرونا أو أنذرونا بأنه سيكون خريفًا قويًا.
تنبؤات الأرصاد ليست كبشريات الخريف الطبيعية فهي الأصدق، والذي أرسل مناديبه قبل أن يحل ضيفا علينا.
يظهر ذلك جليًا من درجات الحرارة الشديدة التي سجلتها هذه الأيام.. بل إن عواصفه القوية المصحوبة بالأتربة والتي طافت معظم أرجاء العاصمة وعبثت بالكوش وبأكياس البلاستيك فبعثرت أكوام النفايات المتراكمة في الشوارع الرئيسية والطرقات والمصارف كلها، كانت إنذارًا (طبيعيًا) مبكرًا لخريف هذا العام.
أكياس البلاستيك لم تقصر هي الأخرى بل شكلت سربًا من طائرات بدون طيار طافت ربما حتى بيوت و(فلل) بعض المسؤولين تنذر بأن أمثالها بالملايين قابعة آمنة بالمجاري والخيران والمصارف وقد (دفنتها) تمامًا وسوتها في الشوارع.
وحينما يبدأ الخريف مسيرته (الظافرة)، فإن لسان حاله يقول: لقد أعذر من أنذر.. ولكن لا حياة لمن تنادي!
الخريف في (6)
وهل تصدق أن مرمانا كاشف؟
بل إنه لا يوجد به أساسًا حتى حارس مرمى منذ عهود خلت!
وسيكون حال هذا العام أسوأ من سابقيه، فالولاية ومحلياتها التي تدنت خدماتها وإمكانياتها لمناسيب غير مسبوقة لا تقوى على مجابهة متطلبات الإعداد المبكرة، ولا حتى تلافي وإنقاذ ما قد يحدث لا قدر الله.
وهل يا ترى تم إعداد غرف طوارئ مبكرة مستفيدة من خارطة وملفات الأعوام السابقة؟.. أم أن عادة (الطناش) والاستنفار عقب وقوع (الفاس في الراس) لا زالت طابع معالجات المسؤولين!
الخريف في خط (6)
ومما يزيد طينته بلة هذا العام أنه جاء قويًا، فإن جملة ما يعانيه المواطن قد يجعل الحال مأساويًا، ذلك من المواصلات الباهظة والتعليم غير المستقر والخبز ومواد البناء الخرافية، كل ذلك وغيره ستتأثرأكثر.
المدهش أن موسم الأمطار في أعوام سابقة بعد الاستقلال، بل وأيام حكم الإنجليز فإنه يحظى بإعداد قد لا تصدق أن قلنا إن المصارف كان يتم إعدادها من وقت مبكر حتى للأحياء والأزقة مما يجعل مياه الأمطار تنساب حتى تصل نهر النيل دون أن تتسبب في كوارث.
فما بال العاصمة بعد أن كثرت بها الجامعات والمعاهد العليا والمدارس الخاصة ذات المليارات، والفلل والطوابق والمخططات الجديدة والسكن الفاخر والصالات والمطاعم الحديثة بل إن عرباتها تكاد تكون جلها من آخر وأفخم الموديلات.. وتعاملت بالتقنية الحديثة في نظمها الحكومية والخاصة بالانترنت وكثرت فيها الموبايلات الفخمة وما لذ وطاب ما هو مستورد وما يملأ المولات، هذا غير البنوك الكثيرة والشركات.
والخريف في خط (6) سيحرز في مرمانا ما لذ له من الإصابات، نسأل الله أن يجنبنا كوارثه وأن يجعله خريف خير وبركة.