بهاء الدين قمر الدين يكتب : الفارس الدكتور مزمل أبو القاسم واليوم التالي (1 – 2)!
الأستاذ الصحفي الكبير والدكتور مزمل أبو القاسم؛ رجل شهم كريم السجايا؛ ودمث الأخلاق؛ لين العريكة طيب المعشر؛ و(ود بلد) سوداني أصيل؛ جم الأدب والتهذيب، وافر الاحترام والتقدير للجميع كبيراً كان او صغيراً؛ لا يلقاك إلا هاشا باشا ضاحكا مستبشرا؛ يحييك بابتسام قبل السلام والكلام!
ومزمل صحفي مبدع من (طينة الكبار والجمال)؛ وناجح ومعروف للجميع؛ واسم له (وزنه الثقيل والكبير) في بلاط صاحبة الجلالة السودانية؛ وهو قلم احمر (سنين) ومصادم؛ لا يخاف في الحق لومة لائم؛ ومريخي الهوى والهوية؛ يعشق الأحمر الوهاج بجنون؛ يجري حب المريخ و(النجمة) في دمه وشرايينه وأوردته؛ ويخالط عقله ويسكنه حتى المشاش!
بذل ووهب مزمل قلمه وعمره ووقته لفريقه وناديه المريخ العظيم وجمهوره العريض؛ وخاض بقلمه من أجله؛ معارك شرسة وضارية منافحا ومدافعا عنه ضد خصمه الكبير الهلال العنيد؛ وله في مسيرة عشق المريخ؛ مُساجلات وصولات وجولات ومعارك قلمية مشهورة ومعروفة؛ وحبه لفريقه؛ بوأه مكانة كبيرة في قلوب جماهير المريخ والأحمر الوهاج كما يحلو لمحبيه وصفه؛ حتى غدا مزمل أهزوجة ونغمة محببة في قلوب الملايين وحناجر وشفاه وألسنة عشاق المريخ الكثيرين؛ واشهرها الحداء والهتاف الأجمل (كمِّل كمِّل يا مزمل)!
ويعرفه كذلك عشاق الموج الأزرق الهادر الهلال العظيم!
استطاع الدكتور مزمل أبو القاسم بصبره واجتهاده وصموده أن يبني مؤسسة و(إمبراطورية) إعلامية شامخة و(راكزة)؛ تصدر منها صحيفة اليوم التالي السياسية وصحيفة الصدى الرياضية؛ ذات الميول الحمراء الفاقعة!
وفي مسيرته المهنية الطويلة والعامرة والعطرة؛ عمل الدكتور مزمل في العديد من الصحف السودانية لسنوات ممتدة؛ وتدرّج وارتقى سلم المهنة مرقاة مرقاة؛ وحقق نجاحات كبيرة؛ حتى وصل قمتها؛ وبزغ (نجمه) وسطع اسمه وعلا كعبه؛ وتولى رئاسة تحرير العديد من الصحف الرياضية؛ واصبح علما كبيرا ورمزا من رموز الصحافة السودانية المعروفة للجميع.
وهاجر مزمل إلى الخارج وعمل في صحف الخليج وكللت مسيرته الإعلامية والصحفية فيها بنجاح كبير كما هو ديدنه دوما؛ ثم عاد إلى السودان وأسس صحيفته الرياضية الناجحة (الصدى) التي ظلت في صدارة الصحف الرياضية وكانت الأعلى توزيعا.
ومن ثم ولج مضمار الصحافة السياسية واشترى صحيفة اليوم التالي من ناشريها ومؤسسيها؛ وواصل فيها مسيرة النجاح والتفوق كما هو شأنه وعهده، فهو قرين النجاح وصنو الجمال والإبداع.
تشرفت شخصيا بالعمل مع الدكتور مزمل أبو القاسم في صحيفته الوسيمة اليوم التالي لقرابة الثلاثة أعوام؛ فعرفته عن كثب؛ فوجدته نعم الاخ الكريم والرجل الخلوق الطيب؛ لا يفوح من برديه إلا المسك والطيب والعطر الفضاح الفواح؛ ولا يخرج من فيه إلا درر الكلام وطيب وصندل القول!
مزمل رجل في قمة الأدب والاحترام؛ هاديء ورزين، نقي القلب و(واضح ودُغري)؛ لا يعرف الكذب أو النفاق أو المداهنة وهو ليس بصاحب وجهين؛ وليس بصخاب ولا لعان، قليل الكلام، كثير الصمت والفعل؛ تستطيع أن تحصي عدد كلماته؛ إن أردت!
وفي عمله الصحفي ينتهج مزمل مهنية عالية وصارمة لا يحيد عنها قيد أنملة؛ وهو صحفي مهني وشاطر من الطراز الرفيع.
ومزمل فارس في بلاط صاحبة الجلالة، وقائد ناجح وربان سفينة ماهر ومايسترو فنان ومبدع؛ يشاورك ويناقشك في كل كبيرة وصغيرة في العمل؛ ويترك لك مساحة التحرك والحرية والإبداع؛ والتحليق في سماوات الدهشة والجمال؛ ولا يفرض عليك قيودا صارمة أو (تعليمات) تعيق من دفقك الفكري وتحد من عصفك الذهني؛ ويفتح لك أبواب العمل والإبداع واسعة!
وطيلة فترة عملي معه، لم أجد منه إلا الخير والتوجيه والإرشاد والتحفيز والثناء، وهو رئيس تحرير ناجح ومبدع.
وواصل مزمل، مسيرة نجاحه وانتقل إلى حقل التعليم صنو العمل الصحفي وحقق فيه أيضا نجاحا كبيرا!
وهو رجل عصامي بنى نفسه بنفسه ونحت اسمه فوق الصخر، وسهر وجدّ وعمل واجتهد وصابر وثابر و(ركز)؛ لم يعتمد على (نظام) أو حزب أو طائفة؛ وهو الآن رمز واسم كبير و(ماركة) في الصحافة السودانية؛ وهو قلم شاب سيال وأخضر وانضر لا يزال قادرا على الإبداع والعطاء والدفق والسحر والجمال والإمتاع.
واليوم التالي مؤسسة صحفية ناجحة و(راكزة)؛ يديرها مزمل بمهنية عالية واحترافية كبيرة بمعاونة وسند وجهد زملائه الصحفيين الآخرين؛ يضعك في قلب المسؤولية ويمنحك كل الحرية والثقة ولا يتدخل في عملك ولا يكبلك ولا يقيدك.
واليوم التالي أسرة واحدة يجمعهم حب المهنة والعمل؛ ومزمل هو ربان السفينة القدير والماهر؛ وهو الأخ الأكبر للجميع؛ الذي يقضي حوائج الآخرين (سراً) ولا يرد أحداً من بابه؛ وهو كما قال الشاعر:
تزدحم القصاد في بابه
والمنهل العذب كثير الزحام!