عبد الله مسار يكتب : الشرطة
الشرطة السودانية هي ضابط الأمن الوطني الداخلي وهي أمن الوطن والمواطن، بل هي حامي ممتلكات وعرض كل سوداني، بل هي محل حماية وعناية وتقدير كل سوداني صغيرا أو كبيرا، رجلا او امرأة، وهي قديمة قدم هذا الوطن منذ عصر السلطنات، حيث كانت لكل سلطنة شرطتها التي تحفظ بها امنها، أمن الإنسان والنعم والعفش والممتلكات، وهي جهاز أمن وطني مدرب ومتمكن ومنضبط وكفء، بل هي أسس القيم والأخلاق السودانية، وشرطة السودان الآن عمرها اكثر من مائة عام، على قيادتها ضباط عظام وعمل فيها خيرة الرجال كانوا ومازالوا نوارة اهل السودان، مميزون في لبسهم ولونهم وما في دفاترهم وعقولهم، بل هم مركزٌ للانضباط، حافظوا على امن البلد، بل منعوا واكتشفوا وقاوموا الجريمة بكل أنواعها الداخلية والوافدة والمهاجرة، بل التقليدية والحديثة حتى المعلوماتية، بل حتى جرائم الحرفنة.
شرطة بهذه الاحترافية أُهملت وشيطنت منذ قيام الثورة، بل صارت محل تهكم وسخرية، مرة (كيزان) او نظام بائد أو بواقي الدولة العميقة، وبهذه المفاهيم أُضعفت حتى صارت لا تستطيع ان تستعمل القانون الذي يحميها، مع انها هي بحر العلوم، بل صارت متوجسة في ممارسة حقها الشرعي في الدفاع عن نفسها، وصارت ترى وتسمع، ولكن لا تبطش خوفاً من ان تحول إلى شرطة مجرمة، هذا في اطار الممارسة، اما من حيث الراتب والمخصصات والوسائل اللوجستية والعملياتية وظروف وامكانيات العمل فحدث ولا حرج.
الآن وبعد كل هذا التاريخ التليد المجيد، تنوي الحكومة إنشاء جهاز الأمن الداخلي ليكون جهاز امن سياسي على حساب الشرطة، في حين انه موجودة في الشرطة اجهزة متعددة تعمل نفس العمل، كالشرطة الأمنية أو المباحث، او القلم السري قديماً.
ان فكرة قيام جهاز الامن الداخلي ليس معنياً بها جهاز امن محترف، بقدر ما هو جهاز امن سياسي يتكون من منسوبي الاحزاب السياسية الحاكمة ليقوم بحفظ امن وحكم هذه الاحزاب، ويبطش بالشعب ومعارضي هذه الاحزاب. ايضا لماذا شرد جهاز الامن الوطني؟ وهو جهاز امن محترف ومتقدم، ولماذا شردوا قوة العمليات في داخله طالما “عاوزين جهاز سياسي”، بل لماذا جعلوه جهازا لجمع المعلومات؟
المطلوب أيها السادة ليس جهاز أمن داخلي، ولكن المطلوب تطوير وتقوية الشرطة القائمة، وهي محل احترام وتقدير الشعب السوداني.
قيام أي جهاز أمن مهما قيل عنه هو جهاز أمن لخدمة السياسة والاحزاب التي تعمل على قيامه، خاصة وقد ظهر أشخاص يركبون عربات بدون لوحات ويرتدون الزي المدني في المظاهرات خارج الشرطة.
لذلك أعتقد أننا لسنا في حاجة لجهاز أمن حزبي سياسي مهما قيل عنه، فهو مكشوف للعام والخاص.
أيها السادة قووا الشرطة واغدقوا لها الخير، هي ماعون الأمن الحقيقي، ومحل ثقة الشعب. أي جهاز امن آخر لن يجد القبول من الشعب، خاصةً وأن الناس على قناعة أنه جهاز أمن حزبي.
ايها السادة، عليكم بالشرطة، إنها محل احترام وتقدير كل الشعب السوداني، واذا كنتم في حاجة الى جهاز أمن عليكم بجهاز الأمن الوطني القائم، أصلحوه وطوِّروه هو جهاز فاعل ومفيد ومحترف ومتمرس، وبه كفاءات عالية، شهد له الأعداء قبل الأصدقاء.
السادة رئيس مجلس السيادة ًونائب رئيس مجلس السيادة،
والسيد رئيس الوزراء…
عليكم بالشرطة
عليكم بالشرطة
عليكم بالشرطة
اجعلوها قوية ومُحترفة ولا تسيسوها ولا تقللوا من قدرها
لأنّها حامية للوطن داخلياً.