عائشة موسى.. من السيادي لنضال الشوارع..!
تقرير- عبد الله عبد الرحيم
قالت عضو مجلس السيادة المستقيلة عائشة موسى، إنها ستعود مناضلة في الشارع السوداني مع الثوار حتى تتحقق أهداف الثورة. تأتي تصريحات عائشة بعد أن أبلغها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قبوله استقالتها التي دفعت بها مؤخراً. وبحسب المتابعات فقد جددت عائشة موسى تمسكها بأسباب استقالتها، مؤكدة أنها جاءت بكامل إرادتها وقناعاتها بعد صعوبات في إيصال صوتها للمسؤولين في مجلسي السيادة والوزراء على حد تعبيرها. ولفتت عائشة إلى ضرورة مشاركة المرأة في المناصب الدستورية مشيرة إلى أنها لاحظت قلة أعداد النساء بالمناصب العليا. وقد اثنى رئيس مجلس السيادة على الجهود الكبيرة التي بذلتها الأستاذة عائشة موسى السعيد أبان فترة عملها بالمجلس، وعبر عن أمنياته لها بالتوفيق والسداد، مشيداً بالروح الوطنية العالية التي اتسمت بها خلال أداء مهامها كعضو بالمجلس. فيما أوضحت عائشة موسى في تصريحات أن استقالتها جاءت بكامل إرادتها، ووفقاَ لقناعاتها التي عبرت عنها في بيان الاستقالة الذي أصدرته في الثاني عشر من مايو المنصرم، متمنية أن يواصل زملاؤها في مجلس السيادة الاهتمام بالشرائح التي ظلت تدير ملفاتها، لاسيما التي لا تستطيع إيصال صوتها للمسؤولين في مجلسي السيادة والوزراء.
ولفتت الأستاذة عائشة إلى ضرورة توسيع مشاركة المرأة في المناصب الدستورية والمؤسسات الحكومية، مشيرة إلى أنها لاحظت قلة أعداد النساء المشاركات في المناصب العليا. وأكدت أنها ستواصل عملها عبر النضال مع الثوار في الشارع السوداني حتى تتحقق مطالب الثورة كما أرادوا لها أن تكون، وشكرت سيادتها قوى التجمع المدني والجهات التي رشحتها لمنصب عضو مجلس السيادة.
تهميش وقرارات
وجاءت استقالة موسى في 30 رمضان الماضي، عقب مقتل شابين بمحيط القيادة العامة في إحياء الذكرى الثانية لمجزرة القيادة العامة. وشكت موسى في مؤتمر صحفي، من تهميش المكون المدني بالمجلس، وفى كل مستويات الحكم. وقالت إن “المكون المدني تحول لمجرد جهاز تنفيذي لوجستي لا يشارك في صنع القرار، بل يختم بالقبول فقط، لقرارات معدة مسبقاً”. وأشارت إلى أن “تهميش” المكون المدني، جعله يتحمل لوحده يتحمل كلفة إخفاقات الحكومة، وفاتورة تأخر إنفاذ العدالة.
عدم التراجع
وفي وقت سابق ألمح تجمع القوى المدنية بالسودان إلى إمكانية تراجع عضو مجلس السيادة الانتقالي، عائشة موسى، عن استقالتها من منصبها حال تنفيذ المطالب التي تقدمت بها. وكشف مقرر تجمع القوى المدنية، مهيد صديق، أن مجلس السيادة الانتقالي لم يوافق أو يرفض استقالة موسى. واستنكر عدم مناقشة مجلس السيادة عائشة في الأسباب التي دفعتها للاستقالة، وقال إن الاستقالة تضمنت أسباباً موضوعية منها خروقات دستورية وتنفيذية وقضايا جوهرية كإعادة هيكلة وتوحيد القوات النظامية. ولم يستبعد مقرر تجمع القوى المدنية تراجع عائشة عن استقالتها حال تلقيها وعوداً بتنفيذ مطالبها. وأردف: “إذا تم حل تلك القضايا يمكن لعائشة أن تعود للسيادي أما إذا استمر السيادي بشكله الحالي فهو معضلة”. وتابع: ” إذا لم يتم حل تلك الإشكالات لن نؤسس دولة انتقال ديمقراطي وسوف تكون دولة ديكتاتورية جديدة”. وحول ترشيح ممثل لتجمع القوى المدنية خلفاً للعضو المستقيلة. قال: “يجب أن نتساءل عن القضايا التي أثارتها قبل أن نفكر في استبدالها بمرشح آخر”. ونفى صديق تلقي عائشة رداً من مجلس السيادة على استقالتها أو أي اتصال منه باستثناء زيارة عضوين من المكون المدني وهما محمد الحسن التعايشي ومحمد الفكي.
فوجئت بالمنصب
ووصفت الأستاذة عائشة موسى عضويتها بمجلس السيادة كواحدة من أوائل من تقلدن ذلك المنصب من النساء السودانيات بأنه مكسب وتمثيل لنساء السودان وقالت في مقابلة مع راديو دبنقا (لم يكن بالإمكان الرفض الذي كان سيكون جحوداً لثقة من رشحني للمنصب الذي فوجئت به، رغم ما بدا منها من نبرة عدم الرضى حين قالت (وجدت نفسي في دوامة ولم أحقق ما أريد.. ولم يسعفني الوقت والدعم النسائي الكافي، كنت أتوقع تواصل الدعم من النساء.. وصنع القرار يجب أن يأتي عن تواصل وتشاور مع من يهمهن الأمر).
وعبرت عائشة خلال المقابلة بدعم رجلين في مسيرة حياتها، والدها وزوجها الأديب د. محمد عبد الحي، وقالت (كنت أرغب أن أكون محامية أو صحفية ولكني لم أشعر بالخسارة لانتهاجي التدريس ولا بأن هناك ما ينقصني كامرأة.) وأضافت (كان أبي يحفزني على قراءة الشعر العربي القديم فكنت أقرأ لكبار الشعراء كما كان يهتم بإجادتي للغة الإنجليزية ودفعني نحو ذلك منذ مرحلة مبكرة.
منصة التأسيس
ويقول أيوب محمد عباس رئيس تنظيم شباب السودان إن الأزمة السودانية لم تبارح مكانها رغم انتظام البلاد في ثورة لمدة عامين إلا أن الثورة لم تحقق مطالب الشعب السوداني ولا الشباب الثوري الذي قاد التغيير في البلاد. ولذلك يرى أيوب لـ(الصيحة)، أن الأستاذة عائشة السعيد بإمكانها أن تنجح فيما فشلت في تحقيقه عبر وجودها في المجلس السيادي وهو إعادة الثورة لمنصة الانطلاق وتصحيح مسارها بعد أن تفاقمت الأوضاع السودانية معيشية واقتصادية وسياسية. ويرى أيوب أن عودة الثورة لمنصتها الأولى لا يعني ذلك العودة للنظام السابق ولكن في كابينة الثورة في الجهاز التنفيذي؛ وأن يعيد حمدوك رئيس الوزراء التركيبة التي ترتكز عليها حكومته وقال لابد للثورة أن تعود لمنصة التأسيس فالثورة قادها الشباب من الجنسين بوجود الثوار الكبار وأن أستاذة عائشة من شأن وجودها في صفوف هؤلاء الشباب أن تفعل الكثير من الإنجازات التي قد تعيد الثورة لطريقها الصحيح وهي قامة لا يمكن تجاوزها بعد أن انحازت في وقت مبكر لصفوف الشباب وأن عودتها ستزيد من الحماس في الطريق الثائر. مشيراً إلى أن رفع الدعم كشف غطاء فشل الثورة وأظهر العيوب التي كانت تتدثر بها وصار أمر إعادتها لمنصتها الاولى واجباً.