تنميت لو أن مصطفى سيد أحمد ما زال على قيد الحياة ليخرج لنا درر الشاعر عاطف خيري.. ومنذ رحيل مصطفى ظلت قصائد عاطف خيري المجنونة حبيسة الدفاتر والأوراق وتحتاج لمن ينفض عنها الغبار ويعيد إليها ألقها القديم.. ورغم أن قصائد خيري ما زالت تحتفظ بعبيرها وجمالها لكننا نحتاج لكل الحروف المغايرة التي كتبها فهي لا تشبه غيرها من القصائد العادية التي تحوم بيننا الآن.. ولكن يبدو أن خيري نفسه اقتنع بغياب صوت مثقف كمصطفى لذلك أكتفي بالفرجة على هذا الوسط الذي يمتلئ بالغث من الشعر الباهت والميت الذي لا تجري فيه دماء الحياة.