وإعياء لم يبارحني حتى اللحظة!
قالت المذيعة نسرين سوركتي حول تقديمها لبعض حلقات برنامج (بيوت أشباح) شاءت الأقدار أن أشارك مؤخراً في تقديم برنامج “بيوت الأشباح ” في سلسلة من الحلقات التي يتم تسجيلها في المملكة المتحدة.. سبقني فيها زميل متمكن ألا وهو الإعلامي أ. عبد الرحمن فؤاد، ما دعاني للكتابة عن هذه التجربة الجديدة هو ما اعتراني من أحاسيس غريبة أختبرها لأول مرة في مسيرتي المهنية.. وأنا أستمع لشهادة من تعرض لتجربة الاعتقال في ما يُعرف بـ “بيوت الأشباح السودانية” تلك الأماكن السرية التي كان يُعتقل فيها بعض من يُعتَقد في تهديده لنظام أمن العهد البائد.. صحفيون.. إعلاميون.. سياسيون.. رجال أعمال.. طلاب جامعات.. ومواطنون عاديون ومن مختلف الأعمار.. أُصبت بدهشة وانكسار أعقبها إعياء لم يبارحني حتى اللحظة!
وأنا أستمع لشهادة ضيفي وانهياره وهو يحكي هول ما رأى برغم مرور ما يقارب الثلاثين عاماً.. قصص مرعبة.. وتجربة مروعة تردد سؤال بداخلي.. هل يمكن أن يصل البشر لأدنى مستويات الحضيض وفقدان الإنسانية فقط من أجل البقاء في السلطة!