قمح المعونة الأمريكية.. هل ينهي أزمة الخبز؟
تقرير: الصيحة
وصلت ميناء بورتسودان أمس الأول باخرة قمح المعونة الأمريكية وتقدّر شحنتها بنحو ٤٨ ألف طن. ودفعت الولايات المتحدة الأمريكية بمعونة من القمح تقدر بـ(٤٨) ألف طن كدفعة أولى من معونة تعهدت بها في وقت سابق تصل كميتها إلى ٣٠٠ ألف طن. واستقبل الدفعة الأولى من المنحة عدد كبير من المسؤولين في مقدمتهم وزير الصناعة ووكيل وزارة التجارة ووكيل أول وزارة الثقافة والإعلام ونائب مدير المخزون الاستراتيحي وممثل لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي.
وأكد وزير الصناعة المهندس إبراهيم الشيخ في تصريح لــ(الصيحة) أنه لا يوجد سبب موضوعي لأزمة الخبز بعد اليوم بالبلاد بعد وصول الدفعة الأولى من بواخر المعونة الأمريكية إضافة إلى الإنتاج المحلي الوفير هذا العام مع تواصل وصول الدفعات من خلال برنامج الغذاء العالمي حسب الحاجة التدريجية وتوفر المواعين التخزينية.
وقال من ولاية البحر الاحمر لدى استقباله الباخرة الأمريكية التي تحمل (48) ألف طن من القمح من جملة (300) ألف طن والتي رست بميناء بورتسودان الاخضر في إطار الدعم الأمريكي للسودان، قال إن القمح الموجود حاليا كافي تمامًا لحل الأزمة.
وقد شارك في الاستقبال والي البحر الأحمر مهندس عبد الله شنقراي، ومساعد المدير العام للمخزون الاستراتيجي عضو اللجنة الفنية للقمح والدقبق الأستاذ عبد المطلب عبد الرحمن وممثل البنك الزراعي والوفد الموافق لهم الذي وصل إلى بورتسودان في إطار الإعداد لاستقبال القمح.
وأوضح الوالي تميز خطة الدولة لتحقيق الأمن الغذائي, مشيراً في ذلك لاستلام البنك الزراعي (400) ألف طن قمح من الإنتاج المحلي, و(300) ألف طن متوقعة من منتجين محليين، هذا بالإضافة الى الدعم الأمريكي في هذا المجال, مبيناً أن ذلك يحقق استقرار تام في جانب الخبز.
وقبل أن يتم توزيع الشحنة أصدرت شعبة المخابز تصريحاً بأن القمح الأمريكي لن يحل الأزمة ولا يغطي حاجة العاصمة والولايات. وقال الناطق الرسمي لتجمع أصحاب المخابز عصام عكاشة لـ (السوداني)، إن ولاية الخرطوم تحتاج لـ 2 مليون طن من القمح لحل أزمة الخبز وأن شحنة القمح الأمريكي لا تكفي أو تحل الأزمة للولايات والعاصمة. ورهن عكاشة حل الأزمة بتوفير حصة الولاية اليومية كاملة والتي تقدر بنحو (55) ألف جوال بينما المطروح منها حالياً للمخابز (27) ألف جوال.
وتشهد العاصمة والولايات أزمة خبز حادة بدأت قبل أكثر من عام بعد الخلاف حول سعر قطعة الخبز التي وصلت إلى 25 جنيهاً ولم ينه الخبز التجاري الأزمة بل تطاولت صفوف المواطنين الباحثة عن السعر المدعوم أمام المخابز دون جدوى. ثم استمرت الأزمة بعد ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والعمالة وصولاً إلى ندرة الغاز مما خلق وضعاً مخيفاً إزاء أهم سلعة تمس قوت المواطنين بصورة مباشرة.
ويقول خبراء ومحللون سياسيون إن إرسال (48) ألف طن قمح من أمريكا يعتبر صفعة في وجه الشعب السوداني من (الشركاء) الغربيين الذين يعلمون أن حاجة البلاد لتفادي الجوع تصل إلى ما لا يقل عن مليوني طن. وتساءل الخبراء كيف أصبحت دولة مثل السودان كانت تبيع القمح للعالم والآن تبحث عن توفيره لمواطنيها بشتى السبل لدرجة أنها تنتظر الإعانات لتغطية حاجتها. وأضاف الخبراء: لماذا ترسل أمريكا للسودانيين مثل هذه المساعدات الضئيلة والتي في حقيقتها ليست مساعدة وإنما الحقيقة هي أن أمريكا تبيع القمح للسودانيين. ويقول الخبراء: (لقد حولتنا مساعدة شركائنا الغربيين بالفعل إلى بلد يعاني من أزمة وجوع، بلد لا يستطيع فيه الجميع شراء حتى الخبز).
وطرح أحد الخبراء تساؤلات حول الاهتمام الحكومي والمجتمع الغربي بأمور سياسية لا تنعكس بصورة إيجابية على المواطن السوداني في أمنه ومعاشه بحيث أن الأزمة اقتصادية من الدرجة الأولى ولا توجد حلول تلوح في الأفق. وقال: ما فائدة إهدار الوقت في مفاوضات مع عبد العزيز الحلو الذي يطيل أمد التفاوض بالإصرار على قضايا انصرافية لا تفيد الهدف الأساسي. وأضاف الخبير: (مع إيماننا التام بأهمية تحقيق السلام إلا أن الأموال التي تصرف على وفود التفاوض في هذا التوقيت الحساس كان الأجدى أن يتم بها سد ثغرات كتوفير الوقود والخبز والغاز خاصة وأن الطرف الآخر (الحلو) يراوغ ويفتعل المشاكل لإفشال الجولات). ونادى الخبير بضرورة الاهتمام في الوقت الحالي بتوفير أبسط مقومات الحياة وترك اللامبالاة التي تتعامل بها الحكومة مع الأزمات وتجاهلها لصراخ الجوعى بصورة تثير الدهشة.