بعد تجميد نقاط الخلاف منبر جوبا.. سلام مع وقف التنفيذ
تقرير عوضية سليمان
الطريق ليس سهلاً وتأخير تنفيذ اتفاق السلام فرضته ظروف موضوعية, ومقترح توقيع الاتفاق الإطاري وتأجيل القضايا الخلافية مع الشعبية تلك أبرز ما جاء في تصريحات النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو ورئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك, كذلك في تصريحات رئيس شؤون مجلس الوزراء والناطق باسم وفد التفاوض بجوبا بشأن سير العمل في منبر سلام جوبا.
تلك التصريحات جاءت عقب تصريحات متفائلة من الطرفين بأن التفاوض مع الحركة الشعبية شارف على الانتهاء وأن النقاط الخلافية تم الاتفاق عليها ما أعطى انطباعاً بأن الملف قد شارف على طي صفحته.
ولأن الحديث حول التفاوض لا يحتمل التأويل أو التداول وكثرة الآراء حوله دفع الناطق الرسمي باسم وفد التفاوض ليخرج في مؤتمر صحفي عقده مجلس الوزراء ليؤكد أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تلقى عبر تقنية الفيديو من جوبا تنويرا حول سير المفاوضات. وكشف عن توافق بين الأطراف على التوقيع على اتفاق إطاري وإرجاء القضايا المختلف حولها لتبحث في مرحلة القضايا التفصيلية. وأشار يوسف إلى مواصلة المفاوضات بعد تمديدها لأسبوع آخر عقب انقضاء الفترة المقرر لها السادس من يونيو، مشيراً إلى تكوين لجنة من طرفي التفاوض لرفع مقترحات بشأن القضايا المختلف حولها.
نقاط خلافية
وكانت جلسة التفاوض المباشرة بين الوفد الحكومي والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبد العزيز الحلو قد تواصلت بجوبا لمناقشة القضايا الخلافية للوصول إلى مسودة الاتفاق الإطاري, وترأس جلسة التفاوض رئيس الوساطة الجنوبية ومستشار الشؤون الأمنية لرئيس دولة جنوب السودان توت قلواك الذي أشار إلى قرب تحقيق السلام الشامل, وقال توت هذا ما لمسناه من خلال إرادة وعزيمة متوفرة بين طرفي التفاوض، وأضاف أن الوساطة كونت عدة لجان لحسم القضايا المتبقية لرفعها إلى للوساطة، وأكد أن جلسات التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية ومسار العملية السلمية تمضي بصورة جيدة, وقال إن الوساطة لا ترى أن هنالك قضايا خلافية كبيرة بين الطرفين، مبينًا أن تباين المواقف بين الوفد الحكومي والحركة الشعبية ينحصر في نطاق ضيق يمكن معالجته.
ليس سهلاً
تصريحات لرئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك أقر فيها بأن الطريق إلى المستقبل والسلام ليس سهلاً, وقال: لا يمكن أن نحقق ذلك بمفردنا في الحكومة الانتقالية ولا يمكن القيام به من قبل الآخرين نيابة عن السودانيين، مؤكداً أن الحكومة الانتقالية وبإرادة قوية وتصميم وحسن نية تمكنت من الانخراط محلياً وإقليمياً ودولياً من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، ولا يزال هنالك الكثير مما ينبغي عمله, وأكد أن اتفاقية جوبا للسلام كانت بمثابة وفاء لتعهد رئيسي للحكومة الانتقالية على طريق خلق إمكانيات لسودان مستقبلي يسترشد بمبادئ الثورة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة, وأوضح أن تضافر الجهود المبذولة لنجاح الانتقال في السودان من تنوع المعارف والخبرات والآراء التي قدمها الجميع نساءً ورجالاً إلى طاولة المفاوضات أسهمت فى تحقيق هذا الاتفاق, ونوه إلى أن الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق قد بدأت، مستدلاً في ذلك بتشكيل المجلس السيادي ومجلس الوزراء وتعيين حاكم إقليم دارفور، ويجري العمل لتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي وتشكيل قوة الحماية المشتركة في دارفور
نهاية مطاف
حمدوك أكد أن السلام ظل أحد الأولويات الخمس لحكومة الفترة الانتقالية، موضحاً أن اتفاقية جوبا لم تكن نهاية المطاف ولا صفقة لتقسيم الثروة والسلطة بل هي جزء من عملية طويلة تشكل جزءًا من وسائل الوصول لسلام شامل ودائم، موضحًا أن سلام جوبا محطة صراع الحرب نحو مستقبل يستحقه الشعب, وقال خلال كلمته بمناسبة حفل التوقيع على انضمام دول الترويكا والإيقاد كشهود على اتفاق جوبا لسلام السودان، أن النساء ظللن في الخطوط الأمامية لقيادة ثورة ديسمبر المجيدة، مؤكداً في هذا الصدد التزام الحكومة الانتقالية بضمان التمثيل العادل للنساء في المناصب القيادية، وأوضح أن عملية السلام ذات مكاسب من شأنها أن توفر لكل مواطن القدرة للحصول على قوت يومه وفرصة تعليم لكل طفل وحصول كل شخص على الخدمات الصحية، ولكل سوداني الحق في حياة كريمة ومستقبل آمن للأجيال القادمة، معرباً عن أمنياته أن تصل المفاوضات الجارية الآن في جوبا مع الحركة الشعبية شمال لنفس النتيجة، وفي وقت قريب. وقال رئيس مجلس الوزراء: ولكي لا يكون السلام مجرد إسكات للبنادق والحروب فإن أولويتنا الثانية تتطلب تركيز جهودنا المشتركة والمستمرة، وأضاف “لقد أتينا من مؤتمر باريس عن السودان بعزم على أداء واجباتنا في إتمام عملية السلام بالتوازي مع العمل على المشروع التنموي الذي سيكون الضامن الحقيقي للسلام في السودان”، مؤكداً أن السلام لم يكن ليتحول إلى حقيقة لولا الموقف القوي لإخواننا وأخواتنا في دولة جنوب السودان شعباً وحكومةً تحت القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس سلفاكير ميارديت، موضحاً أن إخوتنا في الجنوب فتحوا بيوتهم وقلوبهم للسودانيين لأكثر من عامين ليروا قضية السلام تتقدم, وأعرب عن امتنان الحكومة الانتقالية لهم وتقديرها لشركائها على المدى الطويل في المجتمع الدولي والجيران المباشرين في المنطقة والخليج والاتحاد الأوروبي وأمريكا وخاصة الموقعين اليوم من الترويكا “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج”.