هنالك قصة تنطبق على حالنا الآن.. (يقال ان ذئباً “مرفعين” عاوز يأكل حمار وطرد الحمار حتى دخلا رهد موية به طين، غطس الحمار في الطين وعلى مقربة منه غطس الذئب “المرفعين”، ومرّ عليهما الثعلب وهما في هذه الحالة، فقال الذئب للثعلب أنا في ورطة. فقال الثعلب لسع ما دخلت في الورطة الحقيقية الورطة “ام كوبك” لما صاحب الحمار يجي ومعه كلابه وحرابه وقتها ديك الورطة).
الآن السودان به ثورة رفعت شعار تسقط بس، أسقطت الإنقاذ وجاءت حكومة الثورة بأحزابها وغضها وغضيضها وكنكشت في تسقط وبس والبلد كل يوم راجعة للوراء وبسرعة عجيبة.. كل حاجة فيها أزمة والأزمات كل ثانية تزيد وبمقدار كبير وخاصةً في مجال الخدمات، العلاج والتعليم والمُواصلات في داخل المُدن وخارجها ومن إلى الولايات وكل صباح زيادة في أسعار المحروقات بنزين، جازولين، غاز طبخ، ديزل وفِيرنس للكهرباء.
كل ضروريّات المعيشة انعدمت، والكهرباء أربَعة أخماس اليوم قاطعة، ومعروف ما يترتّب على ذلك وأكثر أمر خطير تلف الأدوية لانقطاع الكهرباء وخَاصّةً الأنسولين دواء مصابي السكري وغير ذلك من أزمات.
المواطن العادي (أبو كريمة أبو فطومة دا) وصل مرحلة الجُنون، بل بدأ يتكلم مع نفسه وهو لا يدري الشعب سُحن وطُحن حتى بدأ يُنادي أبو فاطمة الآخرة، الحياة غلبت الكل، وكل يوم زيادة في صنف أو أصناف وصارت الحكومة ذي نار جهنم كل يوم المعاناة في مزيد. وصرنا في السودان شعباً هائماً على وجه والثوار جاءوا يكحلوها عموها.
وكل صباح الأزمات تزداد من الأزمة السياسية التي ضربت قحت في شكل زلزال مدمر، ثم مكوناتها الحاكمة الاخرى وكل أمة تلعن أختها. وحاولت الحكومة ان تستعين بالخارج، ولكن الخارج ذاته في ورطة ضربته كورونا وحروب، ولذلك بدأ معنا ولكن النار قامت له (في قبته)، ولذلك مشغول بحرائق داخله، لم تسلم من الأزمة الدول الكبرى وصارت دول (قريعتي راحت دي) مافي زول شغّال بيها. وصارت مشاكلنا في الداخل لا أول ولا آخر لها.
حال الشعب كحال شخص (فالع أطرش) لأن الأطرش لا يتفاهم والحكومة المحترمة في حيرةٍ وهي لا (أبيض دقيق ولا أبيض لبن) والموجود من الإمكانيات، البسيط يروح مصاريف وتسيير لحكومتنا حكومة وضع اليد هذه مع كثرة أسفارها، وفد سافر ووفد جاء وهكذا، ود. حمدوك ما قادر يقول بغم!
ومكونات الدولة الأخرى مشلولة لا انسجام بينها (وشتر)
وأحزاب قحت كل واحد يحفر للثاني وأغلبهم مع البرهان وحميدتي في العلن وحفر شديد في السر حتى وصل ذلك الكونغرس الامريكي والجنائية في لاهاي لما جاءتنا بنت سوداء.
وكل يوم الحزب الشيوعي وآخرون واسر الشهداء رافعين الفروة للمكون العسكري بفض الاعتصام وصار ورقة رابحة في يد بعض اليسار. وهكذا لا بارقة أمل، لا مصالحة أو وفاق وطني يلم شمل البلاد ويفك الاشتباك السياسي والاقتصادي ويعيد البلاد إلى الوضع الأحسن، أو نذهب إلى انتخابات عاجلة.
ولكن الوضع الذي فيه نحن الآن وخاصة حكومتنا في ورطة شديدة وهي وقفت تماماً، حيث إنها (مدقرة وراء وقدام).. واخشى عليها من ورطة المرفعين وخاصة أن صاحب الحمار بحرابه وكلابه قريب.