خليفة حسن بلة يكتب : هذا البرنامج برعاية الديك!!
الديك هو كائن حي وحقيقي سأحكي لكم قصته بعد قليل وإن اختلفوا في صحتها لكنها تصلح بجدارة للاستهداء بها هنا وأنا أحكي بعضاً من قصص إعلامنا.. المرئي خاصة.
* كتبت قبل سنوات عن ما تمارسه فضائياتنا السودانية من عادة صارت أصلاً في برمجتها ألا وهي استنساخ أفكار بعضها البعض خاصة في المواسم والمناسبات.
* كنت أظن أن الأمر فقر في الخيال وفي الخلق والإبداع عند منسوبيها فيلجأون للـ(كوبي آند بيست)، غير أني وبعد سنوات الظن تلك وجدتني في مطبخ إحدى فضائياتنا وإذا بي أمتهن الاستنساخ.. ولكن مجبر أخاك لا بطل..
* ونحكي الحكاية..
* ضربت أعاصير التضخم كل ثابت وحصين فـ(دق الدلجة) جلها وظل أقلها يتمايل الى أن (يلزم الجابرة) بعد حين..
* ومن بين هذه تجد مؤسساتنا الإعلامية حظها من الدلجة والتمايل.
* فقد تهاوى الجنيه السوداني مقابل صعود الدولار وزملائه من العملات، وبالمقابل ترتفع مدخلات الإنتاج (للسما السابع) وفي إثرها التزامات المؤسسات تجاه عملائها ومنسوبيها، ولا حل إلا في استقطاب أكبر عدد من المعلنين يحتلون مساحات واسعة من منتجات هذه المؤسسات.
* وهنا يحضر السيد الديك (يقدل)..
* تقول القصة إن أحدهم عاب على بيكاسو ما يفعله بالألوان وعدها مجرد (شخبطة) وجزم أن هذا البيكاسو لا علاقة له بالفن والرسم، استجاب السيد بيكاسو للاستفزاز وأخذ ورقة ورسم عليها حبة قمح ورمى الورقة على الأرض ليأتي ديك ليلتقط حبة القمح ظناً منه أنها حقيقية..
* هنا صاح الرجل: وقت انت رسام و(منقطها) لدرجة اقنعت الديك طيب مالك بتشخبط؟
كان رد بيكاسو حاضراً وسريعاً: لكني لا أرسم للدجاج..
* الآن لتكسب أي مؤسسة إعلامية مساحات لإعلانات ورعايات تدفع بها بعضاً من منصرفاتها تضطر أن ترسم ما يرضي معلن ليمنحك الرعاية..!!
* جل خرط برامج الفضائيات ـ خاصة التي للمواسم ـ يستهدي في وضعها على مرجعية إدارات التسويق، وهؤلاء يقدرون جدًا رأي العميل وعندهم أنه دائمًا على صواب فـ(الراعي واعي) وإن أجبرنا على برنامج مستنسخ ذي محتوى بائس..
* هل يشفع لنا أن ندّعي ونصرّح أن ذوق العملاء ومزاجهم هو من يصنع التشابه.. وقد قالها الإنجليز في مثل شهير: (من يدفع للزمّار يختار اللحن)..
* وإلى أن تنتبه مؤسسات ليست تجارية بدءا بمؤسسات الدولة لرعاية الإعلام بما يحصنه من الرسم للدجاج سيظل الديك الراعي الرئيسي لبرامجنا..
* بيكاسو مين يا.. بيكاسو لي نفسو..