التصريحات القوية والجريئة التي صدرت من نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان الأيام الماضية، أثارت ردود أفعال واسعة للغاية وأعادته وبقوة إلى المشهد السياسي، وبالرغم من سيل الانتقادات اللاذعة الذي تعرض لها من بعض خصومه السياسيين وتحديدا من قيادات الحزب الشيوعي الذي ظل على الدوام يعمل على إلصاق وتلفيق التهم لحميدتي، وذلك من أجل إظهاره بالمجرم ولوحده يتحمل جريمة فض الاعتصام في الوقت الذي لم تنته فيه لجنة التحقيق بقيادة المحامي نبيل أديب حتى الآن من مهامها وتحدد من تسبب في هذه الجريمة، وعليه تحميل قوات الدعم السريع جريمة فض الاعتصام أمر غير مقبول ويصب في خانة الاتهام المسبق وتجريم قوات الدعم السريع وإصدار أحكام مسبقة بغرض تغبيش الرأي العام وتضليله، وذلك من خلال هذه الحملات المنظمة والمغرضة من أجل النيل من نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.
بموجب القانون المجاز من البرلمان السابق فإن قوات الدعم السريع تتبع إلى القوات المسلحة السودانية، وهذا ما ظلت تؤكده قيادة القوات المسلحة وما يؤكد ذلك تصريحات رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين لقناة النيل الأزرق خلال الأيام الماضية، علماً بإن رئيس هيئة الأركان لا يفضل الظهور الإعلامي على الإطلاق، ولكن لحساسية وخطورة الأمر كان لا بد من هذه التصريحات في هذا التوقيت الحساس.
اكتسبت قوات الدعم السريع خبرات قتالية متعددة أدت إلى صقلها وقوّت عودها وذلك جراء المعارك الشرسة التي خاضتها في إقليم دارفور والانتصارات الكبيرة التي حققتها مما كان لها الفضل في إقناع حركات الكفاح المسلح بالعودة إلى مائدة التفاوض حيث نشأت علاقة متميزة عقب توقيع اتفاق جوبا بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية وبين هذه الحركات ورئيس الوفد الحكومي التفاوضي الفريق أول محمد حمدان دقلو، مما كان لذلك الأثر الإيجابي في التعجيل بتوقيع السلام لقناعة الحركات بجدية حميدتي في حالتي السلم والحرب ولعلمهم التام بقدراته القتالية في ميدان المعركة وبقدراته التفاوضية أثناء عملية التفاوض.
ولم يقتصر دور قوات الدعم السريع في داخل الوطن بل تجاوزها إلى الخارج فكانت مشاركتها في عاصفة الحزم بدولة اليمن دلالة على قوة واحترافية هذه القوات إلى جانب المبادرات الإنسانية التي قامت بها في نجدة المتأثرين بكارثة السيول والفيضانات إلى جانب تسيير القوافل الطبية ودعم الخدمات الضروية من صحة وتعليم وغيره.
عقب نجاح المصالحة التاريخية التي قادها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان بين رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وخصمه رياك مشار أدت إلى طي الخلاف بينهما ونتج عن ذلك تشكيل حكومة جنوب السودان الحالية وتعيين رياك مشار نائباً لرئيس دولة جنوب السودان وقطعاً هذا النجاح لحميدتي أهله للعب أدوار إقليمية ودولية مماثلة وكان له الفضل في كسر الجمود ما بين تركيا وقطر من خلال الزيارة التاريخية التي قام بها إلى تركيا وقطر.
شخصية حميدتي البسيطة والمتواضعة دفعته أن يكون موقفه واضحاً في كل الأمور ولا يفضل أن يكون في خانة اللون الرمادي والأمور عنده واضحة يا أبيض ويا أسود، فهو لا يجيد المراوغة وألاعيب السياسة الماكرة التي تتحدث بلسانين وتتعامل بوجهين وهذه المواقف الواضحة والجريئة في هذا التوقيت تحديداً أملتها ظروف منطقية وكان لا بد من وضع النقاط على الحروف وتمليك الرأي العام الحقائق المجردة والرد على الحملات المنظمة والممنهجة التي تسعى إلى شيطنته وإظهاره بمظهر المجرم والقاتل والمتعطش للدماء.
لم تفلح هذه الحملات في إزاحة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو من المشهد السياسي على الإطلاق بل ستزيده قوة فوق قوته والدلالة على ذلك التفاف المجتمع الدولي من حوله وذلك من خلال المواقف المتجددة لقيادات المجتمع الدولي على الدور المتعاظم الذي بذله في إنجاح ثورة ديسمبر وكان بمثابة صمام الأمان لها وهذه حقائق تاريخية لا يمكن المزايدة فيها أو طمسها وحذفها من ذاكرة الشعب السوداني.