تناولت وسائل التواصل الاجتماعي خطاباً من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أعفى بموجبه اللواء الصادق إسماعيل من إدارة مكتبه بالقيادة العامة وتعيين اللواء حافظ بديلاً عنه فيما يدير الصادق مكتب البرهان بالقصر الجمهوري.
وكانت قد خرجت قبل أشهر قليلة تسريبات تشير إلى أن اللواء الصادق يعتبر من عناصر الدولة العميقة فيما أشارت تسريبات أخرى إلى أنه يتبع لحزب البعث العربي الإشتراكي وأن الحزب بصدد الترتيب للقيام بانقلاب عسكري.
وبالنظر إلى هذه الفبركات يلحظ كل ذي بصيرة أن استهدافاً ممنهحاً تم الإعداد والتحضير له من بعض القوى السياسية للحاضنة السياسية لـ”قحت” قصدت منه النيل من البرهان عبر مصادر قوته ممثلة في سعادة اللواء الركن الصادق إسماعيل مدير مكتبه التنفيذي في القيادة العامة والقصر، ويعد ذلك عندي بمثابة نيران صديقة لم يحسن البرهان التعامل معها وفقاً لمقتضى الحال.
ويتضح من خلال استجابة البرهان لتلك الأصوات النشاذ بأنه يمضي وقع الحافر على الحافر مع سياسات سلفه الرئيس السابق المشير عمر البشير والذي استطاعت مجموعات ضغط من داخل حزبه المحلول التشويش عليه باتخاذ مواقف وقرارات متشددة تجاه رجال خلص كانوا من حوله وكانوا يمثلون له سنداً وعضداً وحائط صد تجاه مناوئيه والذين نجحوا في آخر المطاف في إبعاد هؤلاء السواعد القوية والتي كانت بمثابة صخرة عصية على التفتيت أو الانقسام والتشظي، ولكن أسلوب الدسائس والمؤامرات استطاع أن ينال من وحدة الصف والقرار، وتمكنت تلك المجموعة الشريرة من الانقضاض على سني حكمه والتي بلغت نحو الثلاثة عقود.
ومن الأهمية بمكان أن يستبصر البرهان الأسباب التي أدت إلى انهيار الإنقاذ والتي كان أحد أعمدتها سواء في الشق السياسي (معتمد سابق بوسط دارفور) أو الشق العسكري والذي قاده لتسلّم مقاليد الحكم بعد دورة حكم لمدة يوم واحد لسلفه الفريق أول ركن عوض بن عوف، ولعل من أهم الدروس والعبر أن تعرف منهجية تفكير خصمك وتعمل على إجهاضها لا الانصياع لها بدون تدبر أو إمعان النظر في مآلاتها.
البرهان يمضي معصوب العينين تجاه مجهول معالمه بدأت تتضح بعد أن استجاب للفخ الذي نصبته له بعض قوى “قحت” السياسية وربما بعض العسكريين الذين لا ينظرون أبعد من أرنبة أنوفهم وأنهم غير ملمين بتعقيدات وتشعبات الراهن السياسي والأمني والاقتصادي.
ويلزم البرهان في كثير من الأحيان أن ينظر لمن حوله بتفحص وإمعان ليستبين الغث من السمين فلربما تعرض مرة أخرى لنيران صديقة يصعب معها تلافي آثارها، وأرجو ألا يستبين نصحي ضحى الغد.