كلام في الفن
محمد الأمين:
غالباً ما تأخذ القصيدة وقتاً طويلاً ودراسة عميقة لمعاني الكلمات حتى تخرج للمستمع بالشكل القوي والمقبول، وحتى اليوم لم تتكرر تجربه محمد الأمين عند أي مبدع آخر في شكل وضع الألحان ودراستها قبل أن يسمعها الجمهور، بل أسس محمد الأمين مدرسته الفنية من خلال أسلوبه في شكل التأليف.. فهو يعتمد في تأليفه على توظيف الفكرة اللحنية المربوطة بوجدان الشعب السوداني.
الموصلي والتجديد:
عشاق الأغنيات الروائية الطويلة ـ وأنا منهم ـ عليهم تحسس مسدساتهم، لأن يوسف الموصلي يريد أن ينهي التفاصيل في الأغنية السودانية.. والرجل يعني بقوله إن العالم بدأ يفكر في أغنية لا يتجاوز زمنها الثلاث دقائق. وهذا المنحى مشى فيه الموصلي من أغنية (علي قدر الشوق) ثم تطور لاحقاً في أغنية (الطريق) للبلابل وأغنية جديدة أسمها (شارع ما في).. تلك الأغنيات لا يتجاوز عدد مفرداتها الخمسين كلمة.
محمد طه القدال:
محمد طه القدال.. اسم يحتشد بالمغايرة.. شاعر صاحب لون مختلف وغير معهود.. يكتب الشعر الذي باستطاعته أن ينقلك الى سهوب البوادي وتخوم الحضر.. مفردته رغم شعبيتها وسودانيتها المحضة لكنها موغلة في الحداثة.. شاعر ريفي في منتهى الحضرية والمدنية.. نسج القدال شاعريته وفرضها على واقع الشعر في السودان.. وهو شاعر يمكن أن نضعه في أطر كثيرة.. ومن بين تلك الأطر الدوبيت.. فهو كتبه واستخدمه في الكثير من كتاباته.
طه سليمان:
رغم الإشكالات الفنية التي تمتلئ بها تجربة طه سليمان ولكنه فنان متقدم من حيث التخطيط لنشر تجربته الفنية.. وهو في هذا المنحى يحسب له أنه يحاول أن يقدم نفسه بطرائق لم نتعودها.. والحملة الإعلانية والإعلامية للألبوم الغنائي “بريدك” الذي ظهر قبل سنوات كان فيها الكثير من التشويق ونجد أنه في هذه الناحية تفوق علي مطربين كبار لا يجيدون الإعلان عن أنفسهم وتجاربهم بشكل جاذب.
القلع عبد الحفيظ:
ثمة أسباب جعلت غنائية القلع عبد الحفيظ لا تتخطى حدود (الوجاهة الإجتماعية) وأنس (الشلة والأصحاب).. لأن القلع أصلاً لم يأت بتقليعة جديدة في الغناء.. فهو عبارة عن نسخة كربونية من الفنان كمال ترباس.. نفس الجسم.. والعمة.. والعباية وذات الفهم والتعابير.. ولكنه يختلف عنه من ناحية القدرات الصوتية والتطريبية.. وهنا يتفوق ترباس بشكل مطلق.. لأنه فنان حقيقي وصاحب تجربة لها روادها وعشاقها.