عبد الله مسار يكتب : الدولة الإبراهيمية (2)
في المقال الأول، كتبنا عن دولة الولايات المتحدة الإبراهيمية أو الدولة الاسرائيلية من النيل إلى الفرات أو دولة مسار سيدنا ابراهيم عليه السلام من تركيا حتى الكعبة ومناطق تواجد اليهود من المغرب حتى ايران.
وهي دولة تقوم على جمع المُشتركات في المسيحية واليهودية والإسلام. يعني الدين اليهودي والمسيحي والإسلام، في حين الإسلام يعترف بالمسيحية واليهودية، والمسيحية تعترف بالإسلام، وان اليهودية لا تعترف بالإسلام ولا بالمسيحية.
وهذه الدولة هي دينية وتعمل على عمل كتاب جديد هو الكتاب الإبراهيمي وهم يعتقدون أن سيدنا إبراهيم هو أبو الأديان الثلاثة، وهم يقولون انها دولة تقوم على التعايش وان تشمل كل مناطق مسار سيدنا إبراهيم عليه السلام وأسّسوا لذلك خرطة، وكانت الفكرة في المسار هو عمل سياحي يشمل كل المناطق التي مر بها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهم يعتقدون أن سيدنا إبراهيم هو أبو هذه الأديان بل المسلمين يصلون عليه في كل صلواتهم عبر الصلاة الإبراهيمية والتي يصلي فيها على سيدنا محمد صلى الله عليه والسلام مقرون ذلك بالصلاة على سيدنا إبراهيم عليه السلام، ويعتقدون أن المسلمين يُوافقون على المشروع لزج سيدنا إبراهيم في ذلك وهو مشروع ديني ولكن تطور إلى مشروع سياسي وذلك بجمع خمسين شخصية دينية من مسلمين ومسيحيين ويهود ومعهم دبلوماسيون وسمي هذه المشروع بالدبلوماسية الروحية، واشرفت على هذا المشروع هيلاري كلينتون، بدأ المشروع في عام 1990م وبدأت مراكز دراسات في جامعات امريكية، منها جامعة فلوريدا وبنسلفانيا بمتابعة من ClA واستمرت إدارة أوباما في متابعة المشروع، ثم جاءت ادارة ترمب لتحوله إلى صفقة القرن التي كانت تهدف لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ولكن تطور إلى مشروع سياسي لتكون محصلته الدولة الإبراهيمية وخاصة بعد توقيع أبوظبي وتل أبيب اتفاقية التطبيع.
هذا المشروع يلغي الدولة القطرية أو القومية، يجعل المنطقة الإبراهيمية كيانا ودولة واحدة فدرالية تسيطر عليها اسرائيل وتركيا أولاً، ثم تخرج تركيا لاحقاً لأنها تعتمد للحوكمة على الموارد وهذه تكون هي اسرائيل لانها الأكثر تطورا صناعيا وتكنولوجيا.
ثانياً يلغي الاماكن المقدسة.
ثالثاً يؤكد السفر بالجواز الإبراهيمي.
رابعاً تعيد ممتلكات اليهود في كل الاماكن التي غادروها في وقت ما وتعتبر هذه المغادرة قسرية ويتطلب ذلك تعويضهم.
هذا المشروع كان نظرياً ولكن بدأ تطبيقه على الأرض.
في مقالنا القادم نتناول خطورة المشروع على الإسلام، وكذلك على العالم العربي وموقف المشروع من إيران، وايضاً ما هي الطائفية الجديدة التي يقوم عليها المشروع وقضايا أخرى.