قُلنا في مقالنا الماسونية في السودان (1)، إن الدكتور صلاح بند قدم تسجيلين لايف، الأول حول الماسونية في السودان النشأة والاهداف، وقلنا إن الهدف الأساسي لاحتلال الخرطوم في عام 1898م هو تطبيق أهداف الماسونية في السودان وهي اهداف مختلفة وكثيرة، اهمها السيطرة على موارده وموقعه المميز وطمس هويته الدينية، وقلنا انهم في ذلك استهدفوا طبقة المثقفين ورجال الاعمال وقيادات الاحزاب وقادة الطوائف والقادة السياسيين، وقلنا ان المجمع الماسوني أُنشئ في عام 1908م، وقلنا ان قائد المشروع الماسوني في السودان هو ونجد باشا. وقلنا انه في عام 1969 نشرت جريدة الايام اجتماعاً للمحفل ضمت الدعوة للاجتماع ستة عشر شخصاً والقائمة بطرفنا هم تُجّار واقطاب مجتمع، في عام 1970 حظرت السلطات النشاط الماسوني في السودان وصار النشاط في الظل، الآن نتناول التسجيل الثاني للدكتور صلاح بندر حول المخطط الماسوني في السودان.
تحدث الدكتور بندر حول ان هنالك حملة كبيرة قادتها الدوائر الغربية والعربية حول اسقاط النظام السابق من حيث التحشيد والتمويل للجاليات في الخارج والدعم الداخلي من بعض السفارات، وكذلك الحملة الإعلامية الضخمة التي قام بها الاعلام العربي والغربي لتشويه صورة السودان والنظام السابق وذلك لتسويق المشروع الماسوني في السودان، والذي على قيادته السفيرة البريطانية روزليندامارسن والتي ضلعت في ذلك المخطط (وهي عملت مع آخرين لفصل جنوب السودان عن شماله)، وذلك لتركيع المارد السوداني والاجندة التي تعمل فيها مجموعة العمل الاسراتيجية البريطانية والتي يبيعونها للقوى السياسية مقابل الدعم المحلي والإقليمي والدولي السياسي والاعلامي والمالي وهي النقاط الآتية:
1/ حل كل اجهزة النظام السابق وحزبه وحركته وتنظيماته ومؤسساته المالية والأمنية ومصادرة ممتلكاتها وحظر نشاط عضويتها كما حدث لحزب البعث العربي في العراق.
2/ تسليم كل المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.
3/ تشكيل محاكم لمحاكمة كل رموز النظام السابق مع فتح كافة الملفات في مختلف القضايا والانشطة.
4 / المطالبة بمنح حكم ذاتي لدارفور ومنطقتي النيل الازرق وجبال النوبة ومناطق اخرى.
5 / حسم ملف ابيي وتبعيتها لجنوب السودان.
6/ تحديد الحدود النهائية بين السودان وجنوب السودان بإشراف دولي.
7/ تصفية وتطهير جهاز الدولة من منسوبي النظام السابق على أساس انهم جزء من دولة التمكين.
8/ حل جهاز الأمن والمخابرات وتصفية مؤسساته وشركاته على ضوء توصيات لجنة تصفية جهاز الأمن بعد الانتفاضة بعد سقوط نظام نميري.
أخيراً، تشكيل مستقبل السودان على اسس جديدة بما في ذلك مشروع التقسيم وعمل دستور جديد يبعد علاقة الدين بالدولة ويعمل فصلا تاما بين ذلك وفق مرجعية دستور 1958م ونسخة دستور1973م ووفق قرارات أسمرا للقضايا المصيرية في مارس 1995م، وهنالك اجندة اخرى نعرض لها في حينه لأهميتها وخطورتها.
إذن، هذه هي الأجندة الحقيقية لاستراتيجيه العمل البريطانية والتي خلفها المخطط الماسوني نحو السودان وهي اجندة قديمة ومستمرة منذ كتشنر وونجد باشا وحتى الآن وهي برنامج ثابت ومستمر تتغيّر يتجدد حسب الحال ووفق التكتيكات والاساليب ووسائل التنفيذ المطلوبة، وتتغير قيادة المشروع اجنبية او محلية او مختلطة.
وايدي المخابرات البريطانية والمحفل الماسوني البريطاني يعملان تحت مظلة هذا المشروع، ولذلك لاحظنا نشاط السفير البريطاني السابق عرفان بكثافة وبقوة.
عليه، المشروع الماسوني والصهيوماسوني مستمر في السودان وهو ليس بجديد ينشط ويخمد حسب الحال والظرف وسيظل مطلوباً من الشعب السوداني ، عموماً الانتباهة لذلك.
أخيراً، محتاجون لقرار وطني واستراتيجية وطنية وبرنامج وطني ومشروع وطني حتى لا تسيطر علينا مشاريع الآخرين.
لذلك طرحنا في مجموعة النداء، البرنامج الوطني والمشروع الوطني القائم على ركائز كيف يحكم السودان لا من يحكم السودان، نأمل ان ينخرط الكل احزاباً ومنظمات مجتمع مدني وقيادات أهلية وطرقاً صوفية وناشطين سياسيين وشباباً ومرأة في هذا المشروع الوطني، لنكون جبهة وطنية تكون ترياقا من المشاريع الخارجية ضد بلادنا، بل في ذلك تحصين لأهلنا وبلادنا من تلك المشاريع الضارة.