أنهت زيارتها للبلاد.. بنسودا لـ(الضحايا): هارون وكوشيب يُواجهان ذات التُّهم
الخرطوم – النذير دفع الله
بدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتوا بنسودا خلال زيارتها الحالية للبلاد أكثر ارتياحاً كونها نجحت أخيراً وقبل نهاية فترتها في سدة المحكمة الجنايئة في منصف يونيو الجاري في تحقيق واحدة من أمنياتها بزيارة ضحايا حرب دارفور في أماكنهم والاستماع اليهم، ونوهت بنسودا في تصريحاتها إلى أن النظام البائد كان لا يسمح لها بزيارة السودان، ناهيك عن زيارة أرض الضحايا في دارفور، وهو ما دفعها بأن تأتي بمحققين للإقليم من أجل تدعيم الحقائق والأدلة التي قدمت سابقاً وهو الأمر الذي ربما يأتي بمتهمين جدد .
تسليم فوري
سبق وأن طالبت المحكمة الجنائية الدولية منذ سنواتٍ، بمثول الرئيس المعزول عمر البشير ووزير دفاعه عبد الرحيم محمد حسين ومساعده أحمد هارون أمام المحكمة بشأن التهم الموجهة إليهم تحت بند جرائم الحرب ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في إقليم دارفور
وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في إفادات سابقة خلال هذا الشهر، إن بدء جلسات الاستماع الرئيسية (للمحكمة الجنائية الدولية) في قضية المتهم علي كوشيب هي خطوة مهمة نحو العدالة في الجرائم الجسيمة المرتكبة في دارفور.
وقد أصدرت الجنائية الدولية أول مذكرة توقيف بحق علي كوشيب شملت في مُجملها 31 تهمة ضده بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب لمسؤوليته عن عمليات اغتصاب، وتدمير مُمتلكات، وأفعال لا إنسانية، وهجمات على المدنيين وقتلهم في أربع قرى بغرب دارفور بين عامي 2003 و2004.
متهمون جدد
وأعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا خلال زيارتها لإقليم دارفور منتصف الأسبوع الحالي، أن وفداً من محققي الادّعاء العام للمحكمة سيصل إلى إقليم دارفور في القريب العاجل لمُواصلة مهام التحقيق حول جرائم الحرب التي اُرتكبت قبل سنواتٍ، وأكّدت أنّ زيارتها لدارفور تأتي بغرض الاستماع للحكومة والضحايا وليس بغرض التحقيق، مشيرة لوصول فريق المحققين إلى دارفور قريباً للاستماع والاطلاع على المعلومات والأدلة، داعية النازحين لمدّ المُحقِّقين بمعلومات وافية فيما يختص القضايا التي اُرتكبت في دارفور.
أهداف بنسودا
وقبيل مغادرتها الخرطوم، عقدت المدعية العامة للجنائية فاتو بنسودا بوزارة العدل مؤتمراً صحفياً أمس، لخّصت فيه مجمل وأهداف زيارتها للسودان. وقالت بنسودا، إن هذه الزيارة هي الثانية وخاصة لزيارة المتأثرين بالحرب في دارفور بأماكنهم، وأوضحت أن الزيارة شملت ولايات شمال ووسط وجنوب دارفور.
تحقيق العدالة
وقالت بنسودا إن جميع ضحايا الانتهاكات لديهم رغبة واحدة وهي تحقيق العدالة، حيث التزم الجميع بتقديم الدعم للمحاكمة الجنائية، وأضافت (لقد ظللنا نحقق في تلك الجرائم دون المجئ إلى دارفور، ولكني أوضحت للضحايا أن هنالك فريقاً من المحققين سيأتي لدارفور لمزيدٍ من التحقيق ونطالب الجميع بالتعاون مع المحقيين)، وأشارت إلى أنّ جميع اللقاءات التي تمّت بينها والضحايا ركّزت على مطلب واحد وأول، و هو تسليم الأشخاص المتهمين إلى الجنائية، وقالت (كثير من الناس تحدثوا بأن يتم تسليم المطلوبين للجنائية)، وأضافت (هذا المطلب يمثل مطلب جميع الضحايا وهو ما دفعنا للحديث مع المسؤولين في الدولة عن إمكانية وكيفية تسليم المطلوبين).
أحمد هارون
كشفت بنسودا أنّها تحدثت قبل فترة قليلة مع رئيسي مجلسي السيادة والوزراء في أمر تسليم المتهمين وبالتحديد تسليم أحمد هارون قبل نهاية يونيو الجاري، سيما وأنّ هارون يُواجه ذات التهم المُوجّهة لكوشيب، وقالت (نُصر على مُحاكمتهما مع بعض في محكمة واحدة حتى لا نطالب بدعوة وحضور الشهود مرة أخرى، وهي إجراءات ربما ترهق الشهود والمحكمة على حدٍّ سواء وتعمل على تأخر إنفاذ العدالة التي تأخّرت كثيراً، خاصةً وأن ولايتي ستنتهي بعد أسبوعين)، وأوضحت أن محكمة إقرار التهم مع كوشيب بدأت، وأكّدت أنّ المتهم سيُقدّم للمحاكمة بشأن هذه التهم لقوة الأدلة الجنائية المقدمة ضده، وقالت (لهذا السبب كان هنالك إصرارٌ بأن نبدأ بتسليم أحمد هارون، على الأقل ونشكر جميع الضحايا لصبرهم طيلة هذه المدة، عليه نقول لهم إن العدالة ستتحقق).
تقييم
وأكّدت بنسودا أنّ المحكمة الجنائية ليس من شأنها تقييم أي نظام قضائي لأي دولة وهو ليس من شؤون الجنائية، وقالت (لكنا نقيم وندعم النظم القضائية من خلال أدوار تكميلية ونتساءل هل بإمكان هذه النظم القضائية المعنية القيام بذات الدور في نفس الجرائم المقدمة للجنائية، وما إذا كان القضاء قادراً على مُحاكمة المتهمين).