عبد الله مسار يكتب: د. حمدوك والمعاش!!
د. حمدوك رئيس وزراء السودان الانتقالي منذ عامين ونيف جاء إلى الوزارة عبر ثورة شعبية اشترك فيها كل الشعب السوداني، جاء وليد هذه الثورة وهو رجل عمل جُل عُمره في المنظمات الخارجية، وعاش بعد أن نال الدكتوراة خارج الوطن ودفع به إلى الوزارة أيضاً من خارج السودان لم يشترك في اختياره الثوار.
كثير من السودانيين وانا منهم، استبشر خيراً، بل حلم بوطن فيه العيش رخاءً سخاءً، بل كان الكل يظن أن د. حمدوك هو المخلص.
ولكن هذا لم يحدث، بل صار العيش أصعب والضيق أكبر والحياة في السودان صارت جحيماً لا يُطاق!!! حيث ضاعت الخدمات، بل صارت معدومة، التعليم والصحة وكل الخدمات صارت أسوأ، بل لا توجد في الريف وخاصة خدمات المياه والتعليم والصحة.
فالمياه في الريف صارت حدِّث ولا حرج، توقفت الدوانكي بسبب الجاز وتوقفت طواحين دقيق العيش، أما الكهرباء أمرها عجيب والتي كانت مستقرة وموجودة في كل مدن السودان، صارت مقطوعة وغائبة ثلاثة أرباع اليوم وفي الخرطوم حيث حمدوك ينوم والطيارة بتقوم!!
الكهرباء ضرورة حياة، بل صارت هي الحياة حتى وصل انقطاعها على المستشفيات ومراكز الطوارئ الطبية وصار الظلام هو الأشمل والأكثر وغاب الضياء وغابت معه أغراض الكهرباء الأخرى الوقود والحصول عليه صار يحتاج لحاوٍ، الجاز صار أغلى من الذهب، كل العربات في صفوف الطلمبات وخاصة عربات الترحيل العام، المواطنون يتكدّسون في مواقف الترحيل وبعضهم يَتَحَرّك راجلاً، وتوقّفت الحياة العامة في عاصمة السودان، ناهيك عن الريف، الرغيف وصل سعره لمبلغ خرافي لا يستطيع توفيره الغني قبل الفقير ووجوده نفسه صار من المستحيلات، بل حتى أُطلق عليه حلاوة رغيف!! وهكذا كل شيء مربوط بالخدمات أو المعاش أو الحياة العامة لا بارقة أمل في حلول لا عاجلة ولا آجلة، بل لا تسمع صوتا او حسا، بل ليس هنالك مسؤول يخرج على الناس ويتحدث عن ثم ماذا لا باب التطمين او الامل!!
وبلغ الضيق بالمواطن السوداني أشده وتساوى في ذلك المعارض والذي مع الحكومة، حتى احزاب الحكومة اختفت ومؤيِّدوها تواروا عن الانظار، بل لا ترى مسؤولا واحدا حضورا في مناسبة عامة، بل ولا حتى في وسائل الإعلام!
كل هذا يطرح السؤال الكبير ما الحل؟؟ سنعبر وسننتصر ليس حلاً؟؟
المواطن السوداني يريد حلاً عملياً لأمر المعاش ولا يلحظ ذلك اي شخص، اذن الى اين نحن ذاهبون؟!
قلنا سابقاً إن ثورة الجياع على باب حمدوك والآن نقول إنها دخلت منزل حمدوك، وخاصة وان مع الجوع ينفرط الأمن وتأتي مشاكل اخرى اجتماعية واخلاقية، هل نحن ذاهبون الى انهيار الدولة السودانية وضياعها؟ وهل هذا ما تخطط له دوائر المخابرات الخارجية ونحن نساعد في ذلك وهل الوضع الآن يحقق سلاما واستقرارا؟!
أعتقد أن الأمر يحتاج الى معالجات عاجلة وتدخل بحلول سياسية لتحل الازمة الاقتصادية.
أخي حمدوك تحرّك في الحلول السياسية لتحل الازمة الاقتصادية قبل الغرق..!