يُعرف الإحباط بأنه الحيلولة دُونَ تحقيقِ المرءِ رغبةً مِن رغَباتِه، سواء أكان لهذه الرغبة ما يبرِّرها أم لا، ويُصاحب ذلك ضَرْبٌ من الحسرة وخيبة الأمل، وهو مجموعة من مشاعر مُؤلمة تنتج عن وجود عائقٍ يحُول دُون إشباع حاجة من الحاجات، أو مُعالجة مُشكلة من المُشكلات لدى الشخص.
خرج الشعب السوداني إلى الشارع وحَقّقَ أهم هدف هو إسقاط النظام وإيقاف صوت البندقية، إلا أنّه أصَابَهُ إحباطٌ عَامٌ نتيجة لتدهُور الأوضاع الاقتصادية وانعدام السِّلع الاستراتيجية كالدقيق والوقود التي تنتج عنها الصفوف والطوابير وتنعكس على ارتفاع الأسعار التي أصبحت فوق طاقة المُواطنين!
وأعرب الكثير من المُواطنين، عن سخطهم وإحباطهم العميق عن الوضع الاقتصادي والأمني، كما عبّر الكثير من الناس عن سَخطهم للغياب الكامل والطويل للمشاريع التنموية والخدميّة!
وعليه، الحكومة مُطالبة اليوم قبل الغد للعمل في تقديم الخدمات وتوفير السِّلع الغذائية وإنهاء الأزمات والكوارث التي تمر بها البلاد وُصُولاً لرفع حالة الإحباط العَام التي يعيشها الشعب وتوفير الإحساس بالأمن والأمان.
وانعدام الأمن يُعرف بأنّه قلقٌ نفسانيٌّ بشأن العديد من القضايا العامة في جميع مجالات الحياة المُختلفة بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، انعدام الأمن الوظيفي أو الغذائي، والقلق حيال الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، ويّضاف إليها المصير المجهول!
ويومياً، تقابل عدة أشخاص سؤالهم لك “البلد دي ماشّة لي وين.. والدولار هل يتوقّف من الصعود.. وهل الحكومة قادرة على إيقاف تدهُور العُملة الوطنية؟” أسئلة تُواجهك يومياً، لكنك لا تجد لها إجابةً والمجهول ولّد إحباطاً عاماً وهو شعورٌ غير جيد لشعب قدم أرتال الشهداء والمُصابين لغدٍ أفضل.
كما لم يخلُ شهرٌ أو أسبوعٌ طِوال عُمر الفترة الانتقالية من حالة التشاكُس السِّياسي المُستمر بين شركاء الحكم، والتي بدأت عقب إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية بمُكوِّناتها المُختلفة، المدنية والعسكرية، إضافةً إلى شُركاء السَّلام لتبرز العديد من القضايا التي شغلت الرأي العام، وتحتشد وسائل الإعلام بالكثير من التّصريحات المُثيرة والتبايُن حول تعيين الولاة وتشكيل المجلس التشريعي وملف التفاوض مع الحلو، بجانب بعض الأحداث المُهمّة والمُؤثِّرة على حَاضر ومُستقبل البلاد كالتطبيع مع إسرائيل وسياسة المحاور، وقضايا أخرى لا تهم محمد أحمد السُّوداني كالعلمانية وفصل الدين عن الدولة وسيداو.