“حميدتي” في تركيا.. الانتشال من وحل الاقتصاد
تقرير- عوضية سليمان
أبرزها النفط والزراعة والثروة الحيوانية والطرق والجسور والبنية التحتية، كانت تلك هي أهم ملامح زيارة النائب الأول لمجلس السيادة محمد حمدان دقلو الى تركيا برفقة وفد وزاري رفيع المستوى وبالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد من معوقات اقتصادية ضخمة، إلا أن دقلو أراد أن يبحث عن حلول ناجعة عاجلة استثمارية من أجل موقف السودان الاقتصادي، وهذا مما يجعل الزيارة بأن تكون في غاية الأهمية في ذات التوقيت وأصبحت الزيارة تهدف الى الاستثمار التركي في عدة مشاريع مع تحديث الاتفاقيات مع الجانب التركي وكانت المباحثات قد ناقشت الجانب الاقتصادي والسياسي معاً.
استعداد تركيا
وفي مباحثات رسمية قام بها النائب الأول محمد جمدان دقلو والوفد الحكومي المرافق، له شهدت الزيارة مباحثات مهمة بين تركيا والسودان ترأس فيها النائب الأول الجانب السوداني وترأس الجانب التركي نائب الرئيس التركي وكانت المباحثات قد تطرقت إلى القضايا وترقية العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بجانب التنسيق.
وبحث الجانبان تطوير مجالات النفط والزراعة والثروة الحبوانية والبنية التحية والطرق والجسور والنقل والمواصلات، وشدد النائب الأول على ضرورة الشراكة والعلاقة مع تركيا في تحديث وتنشيط الاتفاقيات الموقعة، ووصف دقلو المباحثات بالمثمرة والناجحة ودعا جميع المستثمرين في جميع العالم وخاصة تركيا للاستثمار في السودان، لافتاً إلى أن السودان يمتلك كافة المقومات التي تؤهله لاستقبال المستثمرين، مشيراً الى تحديات كبيرة بسبب إفرزات التغيير الذي حدث في البلاد على رأسها التحدي الاقتصادي والذي تسعى الحكومة للتغلب عليه.
اهتمام تركيا بالسودان
ووجد النائب قبولاً في زيارته إلى تركيا من قبل نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي وهذا ما أكد العزم على التعاون بين البلدين. وقال أوقطاي إن بلاده تولي اهتماماً كبيراً الى السودان معتبراً الزيارة بداية لتعزيز العلاقات معلناً وقوف بلاده مع السودان خلال المرحلة الانتقالية، وقال: سوف يبذلون جهودهم لتنمية السودان وأن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين سوف تؤسس على علاقات متينة تؤكد عزمهم على رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من خلال الاستثمار في مجالات الطاقة والنفط والزراعة والثروة الحيوانية وغيرها من الاستثمارات التي يتمتع بها السودان على أساس أن الشراكة الاقتصادية والتجارية يمكن أن تشهد تقدماً وتطوراً كبيراً قاطعاً بوجود إراةة قوية بين الأطراف، وقال أن السودان تعرض لقيود مالية واقتصادية أعاقت تقدمه معتبراً قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب قراراً صائباً رغم تأخره وقال إن بلاده لا تريد أن ترى السودان غير قادر للاستفادة من موارده الهائلة وأبدى سيادته خشية من تأثير الخلافات القائمة حول سد النهضة والفشقة على الأوضاع، داعياً الى حلها بالحوار وأعلن سيادته عن استعداد بلاده للتوسط بين الأطراف في قضية الفشقة.
الرغبة الجادة
وبعد عودته من تركيا كشف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو عن اتفاق لتنشيط اتفاقيات استثمارية مع تركيا بقيمة تفوق 10 مليارات دولار وتجديد عرض الشراكة التركية لتشييد مطار الخرطوم الجديد وقطع بأن تركيا تدعم التغيير الذي تم في السودان وليس ضد ثورة ديسمبر، وقال حميدتي إن الزيارة تم الترتيب لها جيدًا وتمت مراجعة كل الاتفاقيات السابقة مشيرا الى ان الترتيب السابق، وأكد حميدتي أنهم وجدوا الرغبة الصادقة من الجانب التركي لتفعيل الاتفاقيات الاستثمارية السابقة واتفقنا على تحديث الاتفاقيات السابقة كلها ووجدنا جدية من الجانب التركي ورغبة جادة للاستثمار في السودان. وتعهد حميدتي بتذليل كل العقبات التي اعترضت تنفيذ الاتفاقيات مبيناً ان جميع الاتفاقيات تم توقيعها مع الدولة وليس مع أشخاص تنتهي بزوالهم. وقال: يجب أن نعمل على تنفيذ أي اتفاق وقع مع أي جهة باعتبار أن الأشخاص زائلون وأن التوقيع يتم مع الدولة وأشار حميدتي لفوائد كبيرة تعود للسودان مع تنفيذ الاتفاقيات مع تركيا، مبيناً أن الجميع يتحدث عن استثمارات بقيمة 2 مليار دولار وقال الصحيح ان الاتفاقيات لو تم تنفيذها ستجلب اكثر من 10 مليارات دولار ومصلحتنا فيها أكثر من 75% ولهذا يجب أن نشرع مباشرة في تنفيذ الاتفاقيات بعد تحديثها وشدد على أهمية البداية الفورية التنفيذية، وأشار حميدتي للقاء منفصل عقده باسطنبول مع الشراكة التي تقدمت بعرض سابق لتنفيذ مطار الخرطوم، وقال بعد مراجعة عروضهم وجدناهم سيشيدون المطار بنظام البوت وأرى أنه نظام جيد ومريح بالنسبة لنا لهذا يجب ان يكون المطا ر ضربة البداية مبيننا ان الشراكة نفذت مطار ميامي في النيجر وقال لو قدرنا نفذنا مطار الخرطوم تكون الزيارة ناجحة .
ترميم للعلاقات:
الخبير في الشوون السياسية المهندس محمود إدريس تيراب الخبير في الشؤون السياسية قال إن زيارة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو لتركيا تجيء في وقت فيه السودان أحوج ما يكون لترميم علاقاته الخارجية خاصة بعد سقوط النظام البائد وتكوين حكومة الفترة الانتقالية.
وأوضح تيراب في حديث له، أن هذه الزيارة تكمن أهميتها في اصطحاب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة لوزراء الطاقة والتعدين والزراعة والغابات والثروة الحيوانية والتنمية العمرانية والطرق والجسور والنقل مما يعزز من فرص التعاون مع الجانب التركي في هذه المجالات، مبيناَ أن السودان في حاجة ماسة لبناء شراكات مع الدول ذات الاقتصادات القوية والتي من بينها تركيا باعتبار أن المرحلة الانتقالية التي يمر بها السودان تحتاج لتقوية هذه الشراكات والاستفادة منها في تنمية ودعم الاقتصاد الوطني وقال إن الزيارة جاءت بدعوة من الحكومة التركية وهو ما يؤكد أن الفريق أول محمد حمدان دقلو رقم لا يستهان به في معادلة السلطة الانتقالية في السودان، وأضاف تيراب أن الزيارة تعكس حرص النائب الأول لرئيس مجلس السيادة على تنمية وتطوير علاقات السودان الخارجية لاسيما في ظل التغيير الذي شهدته البلاد والذي بفضله استعاد السودان موقعه في المجتمع الدولي.
وشدد الخبير في الشؤون السياسية على ضرورة الارتقاء بعلاقات السودان الخارجية والتي كانت قد شهدت تراجعاَ ملحوظاَ خلال النظام البائد بسبب مرجعيته الآيدولوجية، وقال إن وزارة الخارجية يقع عليها العبء الأكبر في التأسيس لهذه العلاقات على قواعد الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتبادل المصالح المشتركة مبيناَ أن حكومة الفترة الانتقالية في حاجة للانفتاح على العالم الخارجي بعد العزلة الدولية التي كانت مفروضة على السودان بسبب سياساته الخارجية الخاطئة إبان عهد نظام الإنقاذ.