الفاشرــ الصيحة
قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، إن مثول المتهم علي كوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته في الجرائم التي اُرتكبت في دارفور باعتباره الشخص الأول مثولاً أمام المحاكمة ولن يكون الأخير، وشدّدت على أنّ الجنائية ستستمر في مطالبة حكومة السودان بتسليم جميع من صدرت في حقهم أوامر قبض بشأن الجرائم التي اُرتكبت في دارفور.
وفي وقتٍ سابقٍ، صدرت أوامر قبض من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس المخلوع البشير والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول أحمد هارون ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين.
وأكدت بنسودا في الاجتماع الذي عقدته بالفاشر مع والي شمال دارفور محمد حسن عربي في مُستهل برنامج زيارتها إلى ولايات دارفور، وجود تعاون وصفته بالجيد بين المحكمة الجنائية الدولية وحكومة السودان التي جاءت بعد التغيير السياسي، مؤكدة عزم المحكمة على استمرار ذلك التعاون من أجل تحقيق العدالة، وتطرّقت بنسودا إلى ما وصفته بالصُّعوبات التي واجهت المحكمة في سبيل سعيها لتحقيق العدالة لأُسر الضحايا بدارفور، والتي قالت إنها وصلت ببعض الجهات في بعض الأحيان إلى التوصية بترك الأمر برمته، مشيرةً إلى أنّ ذلك الموقف قد انعكس في عَدم حُصُول المحكمة على الدعم اللازم لمُتابعة قضية العدالة في دارفور، وقالت بنسودا: “ولكنني والفريق العامل معي كنا على إيمان قوي بأنّ العدالة ستتحقّق يوماً ما، وكان لدينا الإصرار لتحقيق ذلك بأن ينال الذين ارتكبوا تلك الجرائم جزاءهم العادل”، وأضافت “وصولي إلى دارفور اليوم يُعد بمثابة الحُلُم الذي تحقق، خاصّةً أنها جاءت بعد مضي ١٦ عاماً من إحالة مجلس الأمن الدولي قضية دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية”، وتوجّهت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بالشكر لذوي الضحايا الذين أولوا المحكمة دعمهم وثقتهم، التي قالت إنه لولاهم لما تم الوصول بالقضية إلى هذه المراحل، وكشفت بنسودا أنّ مُهمّتها كمدعية عامة للمحكمة الجنائية الدولية ستنتهي في النصف الثاني من شهر يونيو المُقبل، مُطالبة كافة الجهات ذات الصلة بمواصلة تقديم الدعم والثقة للمحكمة حتّى تتمكّن من إنجاز مُهمّتها في دارفور.