بهاء الدين قمر الدين يكتب.. حميدتي في تركيا.. نحو أفق وفجر جديد!
كشف النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)؛ عن اتفاق لتنشيط اتفاقيات استثمارية بين السودان وتركيا بقيمة (10) مليارات دولار؛ وأكّد تجديد عرض الشركة التركية لتشييد مطار الخرطوم الجديد؛ وقطع بأن تركيا تدعم التغيير الذي تم في السودان وليست ضد ثورة ديسمبر.
وقال (حميدتي) في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم عقب عودته من تركيا الأيام الماضية؛ بعيد زيارة استغرقت ثلاثة أيام؛ قال إنّ الزيارة تمّ الترتيب لها في الخرطوم جيداً؛ قبل السفر وتمت مراجعة كل الاتفاقيات السابقة، وأشار النائب الأول إلى أن الترتيب المُسبق سهّل كثيراً على الوزراء المرافقين الذين دخلوا في مباحثات مشتركة مع نظرائهم الأتراك.
وأكد (حميدتي)، أنهم وجدوا رغبة صادقة من الجانب التركي لتفعيل الاتفاقيات الاستثمارية السابقة؛ وأضاف: (اتّفقنا على تحديث الاتفاقيات السابقة كلها ووجدنا جدية من الحكومة التركية ورغبة جادة للاستثمار في السودان).
وتعهّد (حميدتي) بتذليل كل العقبات التي اعترضت تنفيذ الاتفاقيات السابقة؛ مبيناً أن جميع الاتفاقيات التي تم توقيعها كانت مع الدولة وليست مع أشخاص تنتهي بزوالهم، وأردف (حميدتي): يجب أن نعمل على تنفيذ أي اتفاق وُقِّع مع أي جهة باعتبار أن الأشخاص زائلون وأن التوقيع مع الدولة باقٍ ولا يزول. وأشار (حميدتي) إلى فوائد كبيرة تعود للسودان من تنفيذ الاتفاق مع تركيا.
واستهلالاً نقول؛ إنّ زيارة النائب الأول لتركيا جاءت في وقتها تماماً؛ وهي خطوة كبيرة ونقلة متقدمة في ملف العلاقات السودانية التركية التي شهدتها (جموداً)؛ عقب التغيير الذي شهدته بلادنا بعيد ثورة ديسمبر الظافرة.
فقد ارتبطت العلاقات مع تركيا بنظام الإنقاذ البائد وتَغَذّت (من الأيديولوجيا الإسلاموية) المشتركة بين إخوان السودان وإخوان تركيا؛ مما وسم تلك العلاقة برابط فكري وسياسي؛ أكثر من علاقات (مصلحة مشتركة) بين شعبين ودولتين؛ قوامها المصلحة والفوائد المشتركة كما هو الحال في عالم اليوم؛ وليست الأطر الفكرية والعقيدة.
لذلك جاءت زيارة (حميدتي) الناجحة لتركيا في هذا التوقيت؛ لتصحيح تلك المعايير الخاطئة.
ولا ننسى أنّ تركيا اليوم تعتبر قوة اقتصادية كبيرة ومؤثرة و(لاعباً) خطيراً على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري إقليمياً ودولياً؛ يضع (الكبار) لها ألف حساب!
لذلك تكتسب زيارة (حميدتي) لتركيا أهمية كبرى زماناً ومكاناً؛ يقرن ذلك بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تُعانيها بلادنا اليوم، والتي حتمت على الدولة فتح (نفاجات) و(رئة) جديدة تضخ هواء العافية في أوصال اقتصادنا الذي يُعاني أزمات خانقة!
وزيارة النائب الأول لتركيا، تفتح أفقاً جديداً لعلاقات بين تركيا والسودان؛ وتُؤسِّس لعلاقة متينة تتبنى على الاحترام والمصالح المشتركة للشعبين؛ بعيداً عن الأيديولوجيات الفكرية والأطر العقدية، وهذا ما تنبه له (حميدتي) حينما أكد أن تركيا تدعم التغيير الذي تم في السودان وليست ضد ثورة ديسمبر المجيدة.
وهذا هو مربط الفرس أو (مربط الجمل) كما كان يقول الكاتب الكبير بلند الحيدري!
وتأسيساً على تلك المفاهيم الكبيرة للعلاقة بين تركيا والسودان؛ يكون تنشيط الاتفاقبات الاستثمارية مع تركيا بقيمة (10) مليارات دولار؛ هو بداية الغيث؛ التي تضخ دماء العافية في جسد الاقتصاد السوداني.
إنّ زيارة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) لتركيا اليوم؛ ترسم فجراً صادقاً؛ وليس كاذباً وليس برقاً خلباً كما كانت تفعل حكومة الإنقاذ طوال ثلاثين عاماً؛ أسّست فيها لعلاقات أيديولوحية وفكرية تضمن مصالح نظام وجماعات وأفراد ذهبت بذهاب الإنقاذ؛ لأنها لم تكن مصلحة شعب ومستقبل أجيال؛ ولم يجن الوطن منها إلا العلقم!
إنّ زيارة (حميدتي) لتركيا صحّحت تلك الموازين المختلة وقوّمت ذلك العوار الكبير؛ وأعلت مصلحة الشعب والوطن قبل كل شيء.
وسيجني الوطن والناس خيرات وثمرات هذه الزيارة المهمة الأيام القادمة؛ تقدماً وازدهاراً وتنمية وإصلاحاً اقتصادياً.