منذ أكثر من عقدين من الزمان، ترسّبت كل الدهون التي أصبتها من لحم الضأن (والربيت) وكادت أن تسد شراييني وتتخلّل شرياني التاجي نحو القلب ليتوقّف فأكف بالتالي عن الإرسـال. لولا عناية إلهية خاصّة لكُنت في عدّاد الموتى، وكنت يومئذٍ مُعارضاً في القاهرة، قطعاً كانت المُعارضة ستسميني (الشهيد محمد خير)، وحتماً كان ناشطوها سيردون بأس (الربيت) الذي أسقمني وسيُؤكِّدون أن سبب موتي كان (التعذيب) فيما لن يقوموا بواجباتهم المالية تجاه أسرتي، فأنا (استشهدت) ومضيت وهم (يحملون أرواحهم في أكفهم) في سوق العتبة والبارات الشعبية وقهوة «جي جي» واتّحاد المحامين كلنا شهداء بالتبني التلقائي لهذه الكلمة.
حين أكرمني الله بالسفر لكندا انتخبت طبيباً كندياً بارعاً، وجّه كل طاقاته الطبية لكولسترولي الذي جعل منه موضوع دراسة، فهو من نوع خاص جداً، فالتحية لكل ضأن بلادي!! منحني ذلك الطبيب وصفة لمدى الحياة أعاقرها منذ عام 1996م وهي عبارة عن حبتين إحداهما لتقليل الكولسترول في الدم، والأخرى لمُجابهة احتمالات الذبحة، وظللت أعاوده وأفحص كل عام.
قبل فترة أرسل لي ذلك الطبيب الكندي (إيميل) وأوصاني بشراء عصير (التبلدي) المتعارف عليه في بلادنا (بالقنقليس)، وحين قرأت الرسالة هاتفته، فأوضح لي أنّ (البورد الصيدلي) الكندي توصّل لهذا الاكتشاف علمياً، مبيناً بأنّ التبلدي في الأصل عبارة عن مادة مضادة للكولسترول، وأوصاني بالفحص بعد شهرين من تناوله اليومي في شكل عصير.
من حُسن حظي، إنني كنت في السودان وتوجّهت مُباشرةً للسوق المركزي واشتريت (3) أرباع قنقليس حتى اندهش البائع وعدت لمكان عملي آنذاك لا يشغلني غير شرب كوب من عصيره المُركّز، وبعد فترة من استخدام ذلك المشروب توجّهت للفحص وكانت النتيجة أن دمي وكل شراييني وأوردتي ومساماتي وشرياني التاجي أصبحت في حلٍّ عن الكولسترول بانخفاض مُعدّله العام والصالح والضار. كانت نتيجة مُدهشة لم تستطع العقاقير الطبية المعتمدة صيدلياً الوصول إليها خلال سنواتِ.
فيا مرضى بلادي بهذا الداء الذي يسكن جسد كل سوداني حر ذكر بالغ، عليكم بالتبلدي حين الفراغ من قراءة هذا العمود.