..(استراحة تربال) أن أقف على كيفية تعامل الإعلام العربي مع الكورونا.. وللأسف الشديد وجدت معظم الوسائط العربية تبني رسالتها التوعوية على اهداف ليس من بينها التوعية.. ولا أريد أن أفصل ولكن (بالجملة) قد وصلت إلى هذه النتيجة السالبة.
القنوات الخليجية تطرح قضية الكورونا بتعالٍ وثقة ولسان حالها يقول (إننا قادرون على دحرها بإمكانياتنا بما نملك من قدرات وأنتم يا شعوبنا تابعونا فقط.. ولا يهم أن قمتم بالاحترازات أم لا).
القنوات المصرية كعادتها تمارس التوعية من باب إثبات قدراتها الفنية مع بعض الفهلوة الدرامية وتسويق إنجازات الدولة.
القنوات السودانية.. تمارس التوعية من باب أداء الواجب فقط (شوفونا نحن سوينا)، وتكتفي كل قناة بمعالجتين أو ثلاث تتخلل البرامج كفواصل تقفيل..
قنوات المغرب العربي.. تحس فيما يقدمون من رسائل اللا مبالاة وادعاء القوة والقدرة الذاتية على دحر المرض
هكذا نحن في عالمنا العربي العريض.. نعالج كل قضايانا من منطلقات متعددة خالية من العلمية والمنطق والفن الهادف.. معالجات تتأثر بموروثاتنا الاجتماعية السالبة.. مختلفون في كل شيء ومتفقون على الاختلاف والسطحية هي السمة الغالبة على افعالنا..
العالم يتحرر من الكورونا ونحن ننتظر (فتات أمصالهم).
تلويحة قبل الوداع:
لما نبكى من المواجع قلنا نرتاح في بكانا
قولي كيف نرتاح ونحن نبكي من شدة هوانا
الليلة رحلة الأشواق بعيدة والشواطئ بعيد مكانه
حتى في بر الأماني السنين هدت قوانا
كنا نحلم بمداين فيها نرتاح من شقانا
قولي كيف نرتاح ونحن نبكي من شدة هوانا
القدر طاوع قلوبنا وخلى بحر الريد حدانا
ونحن ما صدقنا قمنا نشرب فوق روانا
دي المشاعر فينا فاضت غرقت فرحة صبانا
ما النعم مرات بتشقي والله بالريد ابتلانا
مرة طلت دارنا غيمة ونحن ياما الريد غشانا
شايلة في الخاطر محنة جات تعيش الريد معانا
جات تصب في الريدة ريدة لو قليل يبرد جوانا
كيف يا غيمة نرتاح ونحن غلبنا في هوانا
ما غريبة على البريدو يلقوا في الريده المهانة
يا ما كتير أحبة غرقوا في بحور الذل عشانا
في الحقيقة الريدة مرة ضقنا مرها في غنانا
ما هو قيس بكى من هواهو ما نحن برضو الريد أذانا
يا زمن لو تصفى نصفى في البوادي يعم صفانا
والعيون تصبح مرافئ فيها نرتاح من عنانا
رحلة الهم بينا طالت ملت التسيار خطانا
نعمل إيه ما نحن غلبنا في هوانا