*سابقاً.. كنا نسمع عن تحذيرات المغادرين إلى إحدى الدول الإفريقية التي عرفت بعدم الأمان فيها عند مغيب الشمس عن أرضها.
*لم نكن نتوقع أن يأتي يوم وتصبح الخرطوم العاصمة التي كانت أكثر أمناً حالها أفظع من تلك المدينة الإفريقية.
*الخرطوم الآن يا سادة أصبحت غير آمنة وبالإمكان نهب املاكك ومالك في رابعة النهار وسط فرجة من أهل السودان الذين عرفوا سابقًا بالمروءة ونجدة الملهوف.
*العاصمة القومية التي كان المواطن يسير فيها في منتصف الليل وهو آمن على نفسه وماله تحولت الآن إلى عاصمة الإجرام والمجرمين.
*أحد الأصدقاء قالي لي بعد قليل إن أردت الذهاب إلى أداء الصلاة في المسجد فعليك أولاً أن تجهز سلاحك الناري وليس الأبيض حتى تحمي نفسك من خطر النهب.
*حالة غريبة يشعر بها المواطن وهي رفع الشرطة يدها تماماً عن حفظ الأمن وكان قادتها يريدون أن يقولوا احفظوا أنفسكم ومالكم بأنفسكم، وإن استمر الحال على ما هو عليه فستكون الخرطوم أفظع من العواصم الإفريقية التي يأكل قويها ضعيفها.
*الأسبوع المنصرم فقط تعرض اثنان من الزملاء إلى نهب في هذه العاصمة الحضارية إحداهما كانت في قلب الخرطوم وعلى أعين المارين الذين فقدوا مروءة نجدة الملهوف.
*ماذا يحدث للمواطن السوداني وهل وصلنا إلى درجة أن يمارس اللص مهنته بقوة عين في وضح النهار؟ وما الذي يجعل الجهات الأمنية تراقب دون أن تتحرك لحفظ أمن وأمان المواطن؟
*هل يعلم السادة في الحكومة الانتقالية أن السيولة الأمنية هذه ستجعل المستثمرين يهربون من الخرطوم؟ وهل يعلم الجالسون على الكراسي الوثيرة أن الوضع بإمكانه أن يتأزم ويصبح المواطن هو من يحفظ أمنه وحينها ستنتهي تماماً هيبة الشرطة وبعدها الدولة.
*لا يمضي يوم إلا وسمعنا أو قرأنا عن عملية تسعة طويلة أو نهب مسلح في الخرطوم وهذا لم يكن يحدث في السابق وأصبح نهب المدارس والمحلات التجارية أمرًا عادياً في ظل غياب الشرطة وأصبح حمل السلاح أمراً عادياً في ظل عدم الأمن والأمان، وأصبح الخروج من المنزل في بعض المناطق أمراً خطيراً قد يكلف الإنسان حياته.
*حسناً.. إن ما يحدث من سيولة أمنية ستكون عواقبه وخيمة وإن فشلت الشرطة في الحفاظ على الأمن سيتحول هذا الفشل إلى وبال على الدولة برمتها وحينها سيكون السقوط المريع لعاصمة عرفت بين الأمم بأنها الأكثر أمناً وأماناً.
*نرجو أن نرى أفعالاً وليس أقوالاً من السادة وزارة الداخلية ليعود للخرطوم أمنها واستقرارها الذي عرفت به في السابق وإلا ستكون العواقب وخيمة على الجميع.