عبد الله مسار يكتب.. الناظر سرور محمد رملي
الناظر سرور محمد رملي ناظر الجميعاب وشيخ خط السافل الشمالي.
ولد الناظر سرور محمد رملي في قرية ود رملي شمال الخرطوم بحري عام 1910م، والده كان شيخ الخط الشمالي. نشأ في بيت دين وحكم، والجميعاب هم فرع من الجعليين وسكان المنطقة شمال الخرطوم وهم أصحاب رأي وفقهاء دين وعلماء لا يشق لهم غبار، وهم رجال حكمة وبصيرة نافذة، بل لهم مشاركات في كل القضايا الوطنية والقومية وحل المشاكل الأهلية وهم أهل كرم. في هذه البيئة نشأ الناظر سرور محمد رملي.
درس في كلية غردون وتخرج فيها وصار شيخاً للخط خلفاً لوالده في عام 1930 وصار شيخاً لخط السافل ورئيساً لمحكمة بحري الريفية في عام ١٩٤٣م.
وكان من قيادات العمل الوطني والأهلي، تولى مواقع مرموقة في دولة السودان، كان عضوا بالمجلس الاستشاري شمال السودان، وعضوا بالجمعية التأسيسية ١٩٤٨م، وصار رئيساً للمجلس الريفي الخرطوم، وكان عضو وفد المفاوضات للحركة الاستقلالية لتحديد مصير السودان، وكذلك عضواً في لجنة الدستور سنة 1956، ونائباً برلمانياً عن دائرة بحري الريفية في عام ١٩٥٨م، وكذلك أقام أول جمعية تعاونية ١٩٤٨م, ثم رئيساً لمجلس ريفي الخرطوم ونائب رئيس مجلس مديرية الخرطوم، وسكرتير مجلس الأعيان للإدارة الأهلية وعضو مجلس الشعب في عام ١٩٨٢م.
الناظر سرور محمد رملي، شغل مواقع عدة أهلية وقضائية وتنفيذية، بل أسّس كثيراً من الأعمال الاجتماعية وكان من مؤسسي نادي الفروسية وسباق الخيل، وكان من أوائل الذين اهتموا بالنشاط الزراعي والتعاوني.
الناظر سرور محمد رملي كان شخصية فذّة، جمع بين العلم والإدارة والعمل والنشاط الاجتماعي، بل كان دوحة في العمل الاجتماعي والإدارة الأهلية، شارك في كثير من المؤتمرات الأهلية ومؤتمرات الصلح وكان له دورٌ بارزٌ في الحركة الاستقلالية في السودان، وكان مرجعاً أساسياً في كل القضايا، وامتاز بعلاقات طيبة بكل القيادات الأهلية في السودان، وكانت له صداقات حميمة مع كل القبائل والقيادات الأهلية في جنوب السودان وله علاقة مميزة مع السلطان دينق مجوك، وكان صديقاً حميماً لأغلب قيادات وأعيان الإدارة الأهلية، بل كان مرجعاً أساسياً لكثير من القيادات السياسية وشارك في أغلب المجالس التشريعية بالسودان. وكان حكماً عدلاً وشخصاً مرحاً وموسوعة معرفية كبيرة وصاحب دراية وحنكة، جمعتني به صلات طيبة في مواقف مختلفة، كان أخا وصديقا وأبا وشيخ عرب وزعيما ورجل دعابة وصاحب قرار.
سجّل الناظر سرور إرثاً وطنياً فخيماً، وأرسى ادبا للإدارة الأهلية والنظام الاجتماعي وشمل كل المناشط.
نسأل الله تعالى له القبول والرحمة، وترك خلفه ابناً سيداً وشهماً ومواصلاً، ألا وهو الناظر محمد سرور محمد رملي.