عبد القادر الكتيابي:
من يتأمل أغنية (لمحتك) بعمق يدرك أنه أمام شاعر حقيقي ليس مصنوعا أو مصطنعاً.. شاعر بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى وفكرة.. وإن كان الشعر والإبداع عموماً لا يورث ولكن عبد القادر الكتيابي ورث الشعر عن خاله الشاعر الكبير (التجاني يوسف بشير).. وهذا في حد ذاته يكفي ويؤشر على أننا أمام شاعر تشرب الشعر ورضعه مع لبن والدته والتي يحكي بأنها كانت شاعرة .. إذن لا غرابة.
أغنية الملهمة:
أغنية الملهة قدمها التاج مصطفى في حفل غنائي بحدائق الإذاعة القديمة عام 1948م أحدثت ثورة في عالم الأغنية السودانية ونقلتها من حيز الحقيبة الضيق إلى آفاق أرحب وتعتبر (الملهمة) من الدرر الغوالي في سفر الأغنية السودانية.. وهي مؤشر على العبقرية الموسيقية التي كان يتمتع بها الفنان الراحل التاج مصطفى.. هذا الفنان الدارس والمتعلم والمثقف.
حمزة سليمان:
اختار الفنان المختلف حمزة سليمان لنفسه أسلوباً شائكاً ومسافة أطول حتى يصل، لأنه لجأ للتعقيد في اختياراته وذلك يحتاج لثقافة موسيقية حتى يتمكن المستمع من استيعابه وقد لا يتوافر له (الإلحاح السماعي) أو الشكل الدعائي الذي كانت توفره الإذاعة والتلفزيون فهو يحتاج لأن تبث أغنياته بشكل شبه دائم حتى تصل أغنياته، لا سيما أنه في حالة هجرة دائمة وهذا ما يجعل مشروعه الغنائي في حالة عزلة.
عثمان النو:
عثمان النو واحد من قاماتنا الموسيقية الفارعة، أجزل العطاء وكان مدهشاً وخلاقاً في مجمل ما قدم من ألحان على شاكلة الطنبارة والغناي ـ مسدار أبو السرة لليانكي وأمونة.. كل أغنية تحكي عن فنان عظيم غير قابل للاستنساخ أو التكرار.. فهو موسيقار ومؤلف صاحب طعم خاص لونية مميزة جعلته رقماً ضخماً في مجال الغناء والموسيقى.
الطيب عبد الله:
الصدق والواقعية كانا سبباً في أن تكون كل أغنيات الفنان الطيب عبد الله جزءا من الحياة اليومية السودانية، وحزاينية الطيب عبد الله أكثر ما تتضح في أغنيته الكبيرة “السنين” ويتجلى في “يا غالية يا نبع الحنان” ويمتد إلى “فتاتي”، ولكن غياب الطيب عبد الله الطويل عن أرض الوطن جعل غنائيته في حدود ضيقة ولا تجد مثل ذلك الانتشار القديم.