(دو)
ولد الشاعر عبيد عبد الرحمن بحي العرب بأم درمان ذلك الحي الموسوم بالفن الرائع وتلقى تعليمه بالمدرسة الأولية ولكن ظروفه حالت دون المواصلة فعمل مع والده بعض حين وظل يكثر من الاطلاع على كتب التراث فيهضمها بقريحته المتقدة وذهنه اللماح وقد برع في الشعر صغيراً” تماماً” كما كان صديق عمره سيد عبد العزيز وجمعت بينهما صداقة الأديب خالد آدم بن الخياط فراحوا يتعاطون الأدب.
(ري)
وعبيد عبد الرحمن صاحب مدرسة في الشعر الرصين وقد سبق معاصريه في الأخيلة المدهشة والصياغة المحكمة والكلمات الرقيقة المهذبة.
صدر له ديوان شعر مع صديقه سيد عبد العزيز بعنوان (ليالي زمان) وقد حوى بعض المختارات ثم صدر له ديوان (زمن الصبا) وأخيرا” صدر له ديوان من جزأين الأول بعنوان (رسائل) والثاني بعنوان (غزال البر).
(مي)
مثل أقرانه من شعراء الحقيبة فقد كان عفيف الحب يهتم بجمال الروح والذوق السليم فقد كان الحب العذري عنده سجية، ولكنه عندما اضطر إلى الوصف الحسي فقد فاق جميع الشعراء الذين تنافسوا في وصف فتاة أثناء الرقص في قصيدة (منظر شي بديع) وعبيد عبد الرحمن حديقة مختلفة الألوان تفوح بالشذى والطيب وهو كشجرة النخيل كلما هززناها تساقط رطباً جنياً.