أُورد بعض التساؤلات لماذا لا نجري هذه المفاوضات بالخرطوم لنجنب بلادنا تكلفة فاتورة إقامتها خارج الوطن مما يترتب عليه من شروط وإملاءات؟
هذه المفاوضات التي يجب ألا تكون مفاوضات ماراثونية كسابقتها من مفاوضات السلام .
لماذا لا نجنب بلادنا الخطر الماثل أمامنا الآن والكارثي في القريب العاجل لا قدر الله لولا أن عزمنا وحزمنا وعززنا إرادتنا في أن نعيد هذه الثقة المفقودة بين كل القوى السياسية وبعضها البعض، وما بين كل أبناء الشعب السوداني الذي كاد يفقد الأمل في أن يجد الوطن الذي يلبي أبسط مقومات الحياة .
لماذا لا نجعل هذه المفاوضات من أجل السلام المفقود حوارا عميقاً وهادئاً بين أبناء هذا التراب الذي اسمه السودان، حواراً يعيد أولًا الثقة المفقودة بفعل فاعل معلوم وهو الأطماع من الجميع دون استثناء لأحد كل يريد أن يأخذ أكبر من حجمه لذا يلجأ إلى كل الوسائل إلا الوسيلة الوحيدة التي تصل بنا إلى بر الدولة التي نفتقدها ونبحث عنها كالحلم المفقود ذلكم هو الحوار ولا شيء غير الحوار الذي يجب أن نجلس إليه ونحن نملك الإرادة والعزيمة والقوة والشجاعة التي تفضي بنا إلى مصاف الروح الوطنية التي تحقق الإجماع وقد حقق قادة الوطن من الرعيل الأول للحركة الوطنية الإجماع في الاستقلال من داخل البرلمان عكس ما كان يريد المستعمر .
الآن الوطن ليبقى وينتصر محتاج لهذا الإجماع لفتح كل المسكوت عنه (وهو كثير) ومناقشته والحوار حوله بكل شفافية بين كل مكونات المجتمع السوداني للوصول لتفاهمات تمثل مشروع وطني يفضي إلى دستور جامع يضمن للجميع أن يكون موجوداً داخله نصًا وروحاً .
نقول ولا نمل عسى أن يستجيب قادة القوى السياسية والمدنية والأهلية لروح ثورة ديسمبر العظيمة والتي تأتي للمرة الثالثة خلال ستة عقود من الزمان يفعلها شعب السودان محيراً العالم .
وأن يجعلوا من روح الشهداء عبر تاريخ السودان الطويل أيقونة للوطن ويسيروا على هداه في أن يحققوا لهذا الشعب الصامد الصابر على الشدائد أن يعيش في كرامة إنسانية وفي معنى أن ينتصر ويفرح الفرح الكبير بأن تحققت دولة التراضي الوطني، وكفى .
الأربعاء 26 مايو 2021