عبد الشكور حسن أحمد يكتب.. دهب الخزانة في سيرة شعراء البطانة
سهل البطانة سهل بلا عوائق ينبسط فيه حبل العلائق، وترتبط فيه وشائج القربى والرحم
سهل تشتم فيه عبق التاريخ وترى جمال الحاضر عياناً بيانًا وتقرأ حتمًا طلائع المستقبل الزاهر بإذن الله
الفكر والثقافة يدوران وجوداً وعدمًا في ذاكرة التاريخ لتحكي إرث جيل أعطى وما استبقى شيئاً
اعطى التدين بكل المعاني كما أعطى الأخلاق كإرث إنساني.
تدين يسع الجميع بلا خلاف وحسن أخلاق يضم الكل بود وإئتلاف.
ولد الأستاذ علي الأمين علي كريز في هذه البيئة فالتحف الادب وتدثر بالأخلاق وافترش الفن الرفيع بضاعة منذ الرضاعة.
بعد الفطام تغذى على امهات القصص وبطولات الشكرية وعرضة الجعلية وكرم البطاحين، وخصال قبائل العرب بالأدب وبالفن الرفيع والطرب.
ترعرع وهو يحمل جينات الشهامة والكرم ورقة الفطرة وجمال الذوق من بيئة العرب الخاصة الخالصة فصارت ذاكرته كذاكرتها ليسطر لنا دهب الخرانة في سيرة شعراء البطانة.
كتاب دهب الخزانة جاء موسوعة تاريخية ذات قيمة عالية غالية لأعلام الشعر في البطانة ومرجع علمي رائع لسرد تاريخ الأدب في حقبة لم تجد السابر ليغوص في أعماقها ولم تجد الباحث لينفض غبار السنين عنها وما وجدت الحاني ليترجم حنين النوق في بواديها ..إلا الأستاذ علي كريز بكتابه دهب الخزانة.
جاء الكتاب في صفحات رائعة زاخرة بالأدب والمعاني تحلى بأبيات شعر خالدة من التربيع المعروف لدى عرب البطانة الأماجد.
من المقدمة وحتى التناول أصاب الكاتب أكباد حقائق غابت عن الجميع مختفية تمامًا في طي النسيان أخرجها الكاتب فجاءت درراً تحلي الجيد وأسورة تزين المعاصم ليكتب علي كريز تاريخاً جديدًا للبطانة بصورة علمية أدبية تخلب اللب والفؤاد وتعيش أبد الدهر مع خالدات الجواهر في صفحات تاريخنا وخزائن المعرفة.
قسم الكاتب الشعر في البطانة حسب الزمان والمكان بمدارس جديدة أحسب أنه أضاف بعداً آخر جديداً او قل اكتشاف جديد لأدب فريد .
منذ كتابة أدب العرب في عالمنا العربي كان التقسيم لطبقات الشعراء حسب الأسبقية الزمنية أو بجودة الشعر لكن الكاتب في كتابه غير النمط التقليدي بنمط مستحدث محبوب بذا وضع علي كريز بصمة ستظل أبد الدهر تحكي روعة فكره وسعة صدره ونور سطره تبياناً وبياناً في تاريخ الأدب.
في جمال فريد غير مسبوق كان ختام الكتاب مسك
ختم الكاتب كتابه بطرائف من نوادر الشعراء ومساجلات من أبياتهم ومجادعات من أفكارهم.
…………………….
القلب زادو لماع البروق الرفن……….
حرك ساكن الاشواق بعد ماخفن ….
يالتيبة الوخري السحابو مدفن……..
عليك بنوح مطول الدموع ماجفن……
……………….
شكرا الاستاذ علي كريز علي هذا الجمال شكرا الاستاذ علي كريز علي رائعات الدهر ويتيمات الزمان ومعالم المكان
امتعت ورفعت راية الادب لولاك لظلت منكسة هاملة دونها هامة السنوات
دامت بوجودك الاعوام
وتزينت بقلمك الايام
والله المستعان