أجرى الأستاذ الغالي يحيى شقيفات؛ الصحفي النابه رئيس تحرير هذه الصحيفة الغراء (الصيحة)؛ أجرى حوارًا مميزًا مع الشيخ موسى هلال عبد الله؛ رئيس مجلس الصحوة الثوري؛ نشر في طياتها؛ الأيام الماضية؛ وكان حواراً شاملًا وكاملاً تطرق للقضايا المهمة والكبيرة والملحة؛ التي تشغل الساحة السياسية الداخلية هذه الأيام.
وكان الحوار سبقاً مهنيا و(خبطة) صحفية كبيرة؛ حققها وانفرد بها المبدع شقيفات؛ واحتفت به وتناقلته وكالات الأنباء والقنوات العالمية مثل (الجزيرة) و(البي بي سي) و(السي إن إن) وغيرها، فضلاً عن القنوات وأجهزة الإعلام الداخلية. وهذا الجمال والتفرد والإبداع؛ ليس غريبًا على شقيفات؛ فهو صحفي مهني من الطراز الرفيع؛ واتسمت تجربته الصحفية العملية طوال خمسة وعشرين عاماً؛ توسمت وتسربلت وسمقت بالموضوغبة والمصداقية العالية. وهو صاحب خبرة عملية ثرة وطويلة، عركته دهاليز العمل الصحفي؛ وصقلته مجامر المهنة (ومراويدها الحمر)؛ وعجمت عوده وقوت قلمه؛ وفوق ذلك كله رفد ودعم وقوى تجربته المهنية؛ بدراسات عليا وكورسات تأهيلية في كبريات وأعرق الجامعات الأمريكية.
وشقيفات صاحب قلم (مسنون)؛ وصحفي صامد (وراكز) ومناضل صاحب قضية ورسالة كبيرة؛ يكتب عن أوجاع شعبه وآلامه بإيمان عميق وحب كبيرين؛ عارض وصادم نظام الإنقاذ البائد واختلف معه وعمل ضده إبان السنوات الأخيرة؛ ودفع بسبب ذلك ثمنًا باهظًا وغالياً؛ مطاردات من قبل أجهزة أمن قمع الإنقاذ؛ وسجوناً واعتقالات وقطعًا للأزرق وإبعاداً من البلاد وتهجيرًا من الديار وغربة وتغريباً من الأحباب والأهل والأصحاب.
وخرج شقيفات من السودان قبل سنوات خلت؛ بعد أن تعرض للتعذيب والتنكيل والسجن من قبل حكومة الإنقاذ البائدة؛ وهاجر إلى أمريكا وبقي فيها خمسة عشر عاماً؛ وظل فيها مناضلاً ومعارضًا شرسًا للإنقاذ ولم يرجع للوطن؛ إلا بعد سقوطها؛ وبعد أن انتصر لوطنه وناسه وشعبه وقضيته التي آمن بها وناضل من أجلها؛ وتحمل بجلد وعزيمة قوية لا تلين؛ وتدك الصخر وتقهر الصعاب؛ تحمل كل ذلك التنكيل والتعذيب وكل تلك المصاعب والعذابات في سببلها؛ وصمد (وركز ) وناضل؛ حتى ذهبت الإنقاذ زبداً جفاء؛ وغير مأسوف عليها وبقي السودان؛ قوياً منتصرًا شامخًا.
وعودة لحواره مع الشيخ موسى هلال الشامل؛ والذي تطرق لقضايا تشغل الساحة الداخلية اليوم؛ مثل فض اعتصام القيادة العامة؛ ودور الإدارات الأهلية في المصالحات؛ ورتق النسيج الاجتماعي ومعالجة الخلافات وحل النزاعات القبلية؛ ومسائل العدالة والأزمات الاقتصادية التي تعيشها البلاد اليوم وغيرها من موضوعات الراهن السياسي الآن .
وقال فيها الشيخ موسى هلال رأيه بكل شجاعة ووضوح وموضوعية وشفافية وتجلت فيها حكمته وعقلانيته ورجاحة فكره؛ وحبه لوطنه وسعيه لتحقيق السلام والاستقرار في دارفور وكل السودان.
وليس هذا غريباً على الشيخ موسى هلال؛ الذي يعتبر من أبرز قيادات الإدارة الأهلية بدارفور والسودان؛ أسس مجلس الصحوة عام ٢٠١٤م؛ وعارض نظام الإنقاذ البائد معارضة شرسة واعتقل مرتين في عهدها.
وهلال صاحب رؤية سياسية ثاقبة ونظر وأفق بعيد؛ ووطني من الدرجة الأولى؛ يسعى لخير وسلام واستقرار بلاده وتقدمها وازدهارها؛ وله مكانته الكبيرة؛ وسط قومه؛ وله كلمته المسموعة؛ واحترامه عند عشيرته وأهله (الرزيقات)؛ وبل حتى بين القبائل الأخرى بدارفور.
كل تلك الصفات والمميزات والقدرات؛ أهلت الشيخ موسى هلال وجعلته قادراً، وكفؤًا لحل الخلافات ومعالحات النزاعات؛ ورتق النسيج الاجتماعي هناك؛ وله تجربته بين قبائل دارفور في هذا الأمر الهام؛ والتي أفلح بها في إطفاء نيران الفتنة وإيقاف الحرب ونزيف الدم؛ وتمكن من اقامة الصلح بين أهل وقبائل دارفور. وبفضل ذلك كله؛ صار هلال مؤهلاً وقميناً بتحقيق السلام في دارفور وكل السودان؛ وهي والبلاد الآن؛ في أمس الحاجة لحكمته عقلانيته وأدواره المشهودة.
ونواصل.