تقرير- فاطمة علي
تبرأت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر 2018م الخيرية، من خطاب توجيه الاتهام للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، وعضو مجلس الشركاء ثاني قائد القوات الفريق عبد الرحيم دقلو، بفض اعتصام القيادة العامة. وأكدت المنظمة في بيان أمس “الاثنين”، أن الخطاب عمل أحادي قامت به مجموعة محسوبة عليها، مؤكدة أن لا علاقة للمؤسسة به، ووصفته بمزايدة سياسية ومتاجرة رخيصة، وقالت إن الخطاب كان صادماً ومفاجئاً بالنسبة لها. وقدمت منظمة أسر الشهداء اعتذارها للنائب الأول وشقيقه الفريق عبد الرحيم، لما حدث، وقطعت أنها ستضع الأمور في نصابها، وأعلنت مواصلة النضال بالطرق القانونية وملاحقة كل من سولت له نفسه قتل فلذات أكبادها حتى آخر رمق في حياتنا.
جدل 29 رمضان:
بعد الغضب الذي خلفه مقتل شابين خلال إحياء ذكرى فض اعتصام القيادة العامة، واتهمت جهات وقوى سياسية الجيش وقوات الدعم السريع بالعمل على ضرب وإطلاق نار على الثوار، وخلقت صداماً بين الجيش والدعم السريع لتعبئة الشارع ضدهم. وبحسب بيان لها وجهت أسر الشهداء أحداث 29 رمضان أمام محيط القيادة العامة اتهامها بفض الاعتصام 2019م لنائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو وشقيقه عبد الرحيم دقلو. وشهدت البلاد جدلاً وحالة من الغضب الشعبي تجاه الجيش، ورافقت حالة من الاستياء وسط الجيش والذي قام بتسليم 6 من جنوده النيابة العامة للتحقيق معهم. ودعا رئيس مجلس السيادة خلال لقائه القوات المسلحة الأسبوع الماضي عدم الالتفات للشائعات التي تستهدف القوات النظامية وتماسكها، وأعلن التزامه بإنفاذ السلام وما يليه في بند الترتيبات الأمنية، مؤكدًا بعدم التمسك بالسلطة عبر إجراء الانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية وعودتهم للثكنات بنهاية الفترة. وأضاف: بلادنا في حاجة إلى قوات مسلحة واحدة مهنية غير مسيسة ولعقيدة عسكرية جديدة تعكس التنوع، وذلك عبر تطبيق اتفاق سلام جوبا وبند الترتيبات الأمنية.
ولفت برهان أن تسليم الجنود السبعة للنيابة لا يعني أنهم من قاموا بعملية قتل الشابين ولكن تحريات النيابة العامة إلى جانب المحكمة هي من تحدد الجناة لمعاقبتهم، وأضاف: القوى المدنية شريكة في الحكم تنظر إليه باحترام والدور الذي تلعبه لتعزيز الشراكة معهم.
مهددات الأمن القومي:
وحذر نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان من الوقيعة بين القوات المسلحة والدعم السريع، مؤكداً دور القوات التصدي للمهددات التي تستهدف زعزعة وحدة الأمن القومي، ولفت أن الشراكة مع المدنيين مستمرة قاطعاً بعدم التراجع عنها مهما تعاظمت الابتلاءات، واتهم عرمان جماعة المؤتمر الوطني التي تسعى للوقيعة بين القوات المسلحة والدعم السريع للصعود من جديد، وأشار أن انفصال الجنوب بسبب جماعة المؤتمر الوطني، وأضاف: همهما السلطة وفضلت ذلك على وحدة السودان، وزاد: علينا أن نعمل لكي لا يحدث ذلك للصعود والوقيعة عبر الفتنة، لافتاً أن مؤتمر باريس كان فرصة جيدة للتواصل، مبدياً أمله أن تكمل الحكومة مشوارها لصالح البلاد.
ولفت عرمان أنه دون إصلاح القطاع العسكري والأمني لن نصل لدولة مدنية ديمقراطية قائمة على المواطنة.
المسرح السياسي:
وقال الكاتب الصحفي والمحلل ضياء الدين بلال إن هناك أطرافاً داخلية وخارجية يمينية ويسارية تجد أن العلاقة المستقرة بين الدعم السريع والقوات المسلحة خطر يهدد فاعليتها ووجودها بالمسرح السياسي، وأضاف أن سيناريو الفتنة ترى فيه تحقيق مصالحها التكتيكية القريبة والإستراتيجية بعيدة المدى، مضيفًا أن اتهام بعض الجهات للدعم السريع هو أسوأ سيناريو يمكن توقعه لحدوث مواجهات وأن تكون الخرطوم مسرحاً للمواجهة وتنتقل العروض للولايات. وتخوف خبير عسكري من جماعة المؤتمر الوطني داخل الجيش لتعميق الفتنة وخلق استياء بين القوات المسلحة والدعم السريع والشعب، وأضاف متهماً قوى سياسية كانوا شركاء في التغيير بالعمل وسط الشباب الثائر وبعض قوى المجتمع خطورة عمل اليمين واليساريين لضرب القوات فيما بينها ومن يستهينون بمقدرة المؤسسة العسكرية وتعبئة الشارع ضدها، وزاد: هو مكمن الخطورة. وقال رئيس مجلس الصحوة موسى هلال في حوار نشر بالصيحة سابقاً: يجب أن تكون المسألة ديمومة أو بعبعاً يعطل مسار الثورة وأرى الدعم السريع لفض اعتصام القيادة العامة سابق لأوانه، مشيراً لوجود لجنة تحقيق وهناك عدالة يجب أن تصمت الأصوات التي تتهم حتى ماذا تقول نتيجة التحقيق، وأضاف: أعتقد أن الاتهام ليس لشخص أو شخصين، واعتبر أن المسألة سابقة وفيها رائحة تشويش سياسي، ولن تخلق سوى زيادة فتنة وتوسع دائرة الخلاف بين المواطنين والشعب.
ويرى هلال أن العقلانية و الخطاب المرن والحكمة تعالج القضايا وأشار إلى أن اعتصام القيادة العامة الموت فيهو ليس ملوناً والشعب واحد.
تبرئة مستحقة:
وبرأت منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق حميدتي وشقيقه عبد الرحيم دقلو من خطاب وصفته بالصادم، وأوضحت أن مجموعة من منسوبيها في المنظمة قامت بتوجيه اتهام لحميدتي وشقيقه عبد الرحيم في أحداث فض الاعتصام، وقدمت المنظمة في بيان اعتذارها لحميدتي وشقيقه عبد الرحيم لما بدر من المنظمة وأكدت وضع الأمور في نصابها، وقالت إن أبناءنا الذين بذلوا أرواحهم رخيصة من أجل الحرية والسلام والعدالة، جازمة: لن نترك هذه الدماء للمزايدات السياسية والمتاجرة الرخيصة، وأضافت أن ما قام به بعض من مجموعة محسوبة على المنظمة يعتبر عملاً أحادياً لا علاقة له بالمؤسسة. وأضاف البيان أن المنظمة ستواصل نضالها بالطرق القانونية وتؤكد سلمية الثورة في ملاحقة من سولت له نفسه قتل فلذات أكبادنا حتى آخر رمق. وحمل البيان اللجنة الأمنية كل الذي جرى منذ انطلاق الثورة إلى آخر شهداء الثورة في رمضان.
مدفوع الأجر:
وكشف مصدر ـ فضل حجب اسمه ـ أن خطاب أسر الشهداء الذي اتهم فيه الدعم السريع مدفوع الأجر من الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الشعبي والوطني المحلول، وجزم أن أغلبية أسر الشهداء تتلقى دعماً وراتباً شهرياً من أجل بث الشائعات ضد الدعم السريع، وخلق فتنة بين القوات المسلحة والدعم السريع، وزاد: سأفصح عن الحقيقة في القريب العاجل، وجزم أن منظومة أسر الشهداء أصبحت مسيسة، وقال إن الحزب الشيوعي بعد خروجه من تحالف قوى الحرية والتغيير أصبح ضد الثورة، وضد أي عمل يعمل لإنجاح الفترة الانتقالية، وأضاف الآن الحزب يعمل عبر بلبلة الشارع والخروج في مليونية 30 يونيو للتخريب.