نهر النيل.. هلال في ود حامد.. رسائل قوية
ود حامد: الصيحة
على بعد بضعة كيلومترات من مدينة شندي على الضفة الغربية تتمدد منطقة ود حامد التابعة لمحلية المتمة على أطراف النيل تزينها خضرة الأرض وأشجار النخيل ونقاء قلوب أهلها المتصوفة على الطريقة التجانية وغيرها من الطرق الصوفية التي تنتشر في تلك الأنحاء، ظهر السبت المنصرم كانت ود حامد على موعد مع زعيم مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسى هلال الذي جاء في زيارة اجتماعية من الطراز الأول وفي معيته عدد من قيادات مجلس الصحوة، وما كان يميز هذه الزيارة هي الروح الصوفية التي سادت المكان من استقبال الشيخ موسى ووفده على الطريق الرئيسي وحتى مسيد الشيخ العباس في قلب ود حامد، عدد من المشاركين في الاحتفال المصغر الذي صادف اليوم العاشر من شهر شوال المبارك أبدوا سعادة كبيرة بالزيارة التي تعتبر الاولى من نوعها للشيخ موسى الى تلك المناطق، بيد أن الشيخ القطبي ثمن هذه الزيارة وقدم كلمة ترحيبية بالوفد الذي جاء بغرض التواصل الاجتماعي وليس العمل السياسي-على حد قوله- فيما قدم دكتور صلاح بري كلمة نيابة عن الطرق الصوفية في المنطقة والتي جاءت لاستقبال شيخ موسى، وقال بري إن الطرق الصوفية في هذه المناطق يد واحدة ولا نميز واحدة عن الأخرى، فيما قدم كلمة الطريقة التجانية الشيخ عبد الصمد التجاني الذي رحب بموسى هلال ووفده وقال إن الطريقة التجانية دخلت السودان عن طريق الشيخ الشنقيطي من جنوب مصر وفتح أول زاوية لتدريس القرآن بمنطقة أبوحمد ثم الشريك وبربر وقد تتلمذ الشيخ أحمد الهدي على يد الشيخ الشنقيطي وأسس الطريقة التجانية على يد ابنه العباس بود حامد موضحاً أن الطريقة التجانية دخلت غرباً على يد الشيخ سلمي ووصلت الأبيض والدبيبات وانتشرت شمالاً وغرباً وشرقاً وتوزعت في البيوتات موضحاً أن دعوتهم للشيخ موسى هلال لدعمه من أجل الاستقرار وباعتباره ابن الطريقة التجانية.
فيما قال الشيخ موسى هلال إنهم أتوا الى هذه الأرض الطيبة تلبية للدعوة التى قدمها لنا الخليفة علي الشيخ عبد الله الشيخ العباس خليفة الشيخ أحمد الهِدي مؤسس الزاوية التجانية بود حامد.
وطالب رئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال الطرق الصوفية بعدم الالتفات للمشاكسات التي تسيطر على البلاد وطالبهم بالتصدي لها، وقال إن الطرق الصوفية متعددة ولكن مصبها واحد لإقامة ذكر الله، مضيفاً أن الطرق الصوفية منهج وتربية وتزكية للروح وأوصى رجال الطرق الصوفية بالوحدة والمحبة والاحترام لينعكس ذلك على الوطن وعلى وحدته، موضحاً أن زيارته لمسيد الشيخ العباس زيارة اجتماعية استجابة لدعوة من الطريقة التجانية.
وفي منحى آخر نفى شيخ موسى أي اتجاه لتعيينه نائبا لحاكم إقليم دارفور، وقال هلال في تصريحات محدودة إن ذلك لا يعني عدم دعمهم للحاكم الجديد مني أركو مناوي، مؤكداً بأنهم سيدعمونه باعتباره أحد أبناء الإقليم وأن الفترة الانتقالية محدودة وأن المساعي أن تمر بسلام لحين تكوين حكومة منتخبة. وقال هلال إن التشاكس بين المكونات السياسية والخلافات العديدة ستضر الوطن وتتيح للآخرين التدخل في شؤوننا الداخلية وبالتالي نفقد القرار والاستقرار، موضحاً أن هناك اتفاقاً بتكوين الحكومة الانتقالية بصورتها الحالية وهو اتفاق تم برعاية دولية وتم التوقيع على وثيقته فيجب الالتزام به منعاً للفوضى والانهيار.