*قبل سنوات عديدة كنت مرافقاً للراحل أحمد الميرغني في زيارته للولاية الشمالية، وأذكر حينها كانت البلاد تستعد لانتخابات حشدت لها بعض الأحزاب الأنصار.
*الاستقبال الذي وجده الميرغني عليه رحمة الله كان ضخمًا جدًا لدرجة أننا تنبأنا باكتساح حزبه جولة الانتخابات ــ ولكن بالطبع هذا لم يحدث ــ فطائفة الختمية لها من الوجود على أرض الواقع في الشمالية ما يجعلها تتربع على القمة ولكن السياسة لها لعبتها.
*ما شهدناه في الشمالية كان أكبر تأكيد على انتشار الطرق الصوفية وقاعدتها الكبيرة في السودان، وبالأمس ترسخ هذا الاعتقاد ونحن نرى العديد من الطرق الصوفية تتوافد إلى بلدة ود حامد بمحلية المتمة لاستقبال زعيم مجلس الصحوة الشيخ موسى هلال الذي شرف مسيد الشيخ العباس بود حامد.
*على الرغم من أن الزيارة كانت اجتماعية من الدرجة الأولى إلا أن البعض كان ينتظر بعض الإشارات السياسية التى لم تفت على فطنة شيخ موسى ولكنه لم يستجب لتوقعات الكثيرين واكتفى بقوله (البلد في حالة مشاكسات ويجب علينا أن نتوحد لنخرج من هذا المأزق).
*موسى هلال يعتبر من الشخصيات الواضحة والصريحة التى لا تعرف المداهنة، وقال لنا عقب الاحتفال إنهم يجتهدون حتى تخرج الفترة الانتقالية إلى بر الأمان والوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه.
*هلال عقب الاحتفال قال لنا: سنقف جميعنا مع مني أركو مناوي وهو حاكم لإقليم دارفور حتى يعبر بالإقليم إلى نجاح تلو النجاح، ثم يعبر السودان إلى الحكم الديمقراطي الذي ينشده الجميع.
*حسناً.. إن زيارة الشيخ موسى هلال بود حامد تعتبر ناجحة بكل المقاييس وأدت هدفها المنشود بالتواصل الاجتماعي وإيصال رسالة بضرورة الوحدة.
*أعتقد أن الترحاب الكبير الذي وجده هلال في ود حامد سيكون له الأثر الكبير في مقبل الأيام خاصة وأن الطريقة التيجانية لها وجود في كل السودان خاصة دارفور وشمالها، كما أن استقبال شيخ موسى كان من كل الطرق الصوفية وليس التيجانية وحدها وكان من أهالي ود حامد وما حولها، لذا كانت زيارة مميزة.