محمد عثمان حبة يكتب.. في شقة شاكر عبد الرحيم!!
بعد أن وصلت إلى شقة الأخ العزيز الفنان الجميل شاكر عبد الرحيم برفقة ابنته الفنانة ليزا بمنطقة (كوستيكا) جوار سجن (طرة البلد) وتنطق بالضم مع تخفيف الراء وليست كما يشاع خطأ.. ولديها مدخل جوار عمارات الشرطة من ناحية الكورنيش ونهر النيل.. استقبلاني استقبالاً جميلاً لن أنساه خاصة وأن تكون من تريد أن تسلمه روحك ونفسك وعفشك تعرفه أصلًا من السودان مسبقاً..
الشقة تتبع لامرأة مصرية محترمة اسمها (أم سيد) لن أنساها مطلقاً ولديها أبناء وبنات محترمون جداً وفي حالهم كما يقول المثل الشعبي.. وهم كأسرة غير تماماً ليه لأن الشقة في الدور الأرضي وهم يسكنون في باقي المبنى عمارة من ثلاثة طوابق بابهم على جنب..
تكاد لا تراهم إطلاقاً حين دخولهم وخروجهم للعمل أو الذهاب إلى المدارس وهذه المنطقة الشعبية من حي المعادي وطرة البلد هادئة جداً وتشتهر بجبال حجرية وكسارات ومصانع السيراميك على طريق الاوتستراد كما أن لديها مدخلاً آخر وهو مترو الأنفاق خط حلوان- المرج.. وضعت شنطتي التي بدأت معي رحلة الرحيل والتنقل منذ أن حقبتها وحزمتها في بيتنا ببري امتداد ناصر محطة سبعة، وذلك بعد أن استخرج لي الفنان الراحل الصديق الفاتح قميحة تذكرة سفر من الوكالة التي كان يعمل بها بالخرطوم وهو موظف قديم في هذا المجال..
سبحان الله كنت في كل مرة أرجع السودان كان يقوم بهذه الخدمة الجليلة له الرحمة والمغفرة.. المهم سلمت نفسي إلى الأخ الفنان الجميل شاكر عبد الرحيم الذي كنت أسكن معهم مسبقاً في منزله والأسرة الكريمة بالثورة الحارة 14 الشنقيطي ردحاً من الزمان.. وفي السفر تعرف معادن الرجال والنساء معاً.. المهم بتذكر بعد الضيافة شرح لي مكان مرقدي ليلاً.. وحسيت بالألفة والأمان خاصة عندما تسكن مع فنان..
بتذكر أول حاجة حدد لي مهامي وطريقة الطهي وغسيل العدة وما شابه حيث نقتسم المهام معاً تذكرني بقصته مع عميد الفن الراحل أحمد المصطفى له الرحمة والمغفرة عندما تصادف أن ينزل معه في غرفة فندقية واحدة بالكويت وأوصاه بأن يشد ملايته عند استيقاظه صباحاً قبل دخوله الحمام. وكنت أتبع التوجيهات الذكية منه..
برغم أنني في السودان كنت معتمداً على ناس بيتنا وما مكترث كثيراً لهذا الأمر إلا مع بعض أصدقاء من خلال قعدات مسائية في بيتي الخاص حيث تعلمت (القطر قام) على أصولها ولكن في شقة كوستيكا بالقاهرة..عملني شاكر مهارات طبخ أخرى حيث عرفني بالأخ أيمن وهو شاب مصري طيباني وشهم جداً أصبح صديقي بعد مغادرة شاكر لمصر وهو صاحب محلات (فراخ شهير) بهذه المنطقة، حيث كنا نشرب شاي الصباح معه عند تجهيزه الكمية التي نطلبها.. وأيمن تكاد لا تراه إلا والسجارة في فمه أو بين سبابته ووسطاه مثل كل مصري..
بديت أحب ذلك المكان الأليف وشاكر وليزا كان يعدان العدة لإحياء عدد من الحفلات الموسيقية في قاعة ساقية الصاوي أسفل كوبري 15 مايو بالزمالك.. كما كانت لديهم أعمال أخرى مع الفنان الملحن جمال سلامة له الرحمة وشقيقه طارق سلامة وشقيقتهم نهال سلامة، وكانت أول زيارة لمكتبهم بالمعادي.