السياحة.. الولوج إلى العالمية عبر باريس
الخرطوم- سارة إبراهيم
المساحات الشاسعة والتضاريس المتباينة، والتنوع البيئي والثقافي والأهرامات والمحميّات الطبيعية والمرتفعات الجبلية وغيرها، وبالرغم من هذه الإمكانيات والمقوّمات السياحيّة الموجودة والتي تؤهّل السودان لاحتلال مكانة هامة في السوق العالمية للسياحة لما يزخر به من مقومات، إلا أن البلاد لم تستفد من هذا القطاع علماً بأنه يُشكّل واحداً من أهم القطاعات المعول عليها للمساهمة في رفع النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية ولكنه كان حاضراً بقوة في مؤتمر باريس حول السودان الذي عقد مؤخراً بالعاصمة الفرنسية حيث قدمت خلاله عدد من المشروعات السياحية.
* التحول الديمقراطي
وقال نائب مدير قطاع السياحة بوزارة الثقافة والإعلام محمد مدثر، إن السياحة قدمت ثلاثة مشروعات استثمارية بولايات البحر الأحمر، سنار، وجبل مرة، لافتاً إلى أن السياحة تعد من القطاعات الرئيسة التي ترفد الخزينة العامة بالعملات الصعبة لذا تم تقديم المشروعات للجنة مؤتمر باريس لدعم التحول الديمقراطي في السودان من خلال عضويته فيها ممثلاً للسياحة والثقافة مشروعات السياحة الاقتصادية.
وأشار إلى أنه من المشروعات التي تم طرحها للاستثمار؛ مشروع منتجع البحر الأحمر السياحي الذي يقع في خليج شنعاب بالبحر الأحمر في مساحة 100 كيلو متر، والذي يهدف إلى تنشيط حركة السياحة في ساحل البحر الأحمر وتوفير مواعين سياحية لاستيعاب سياح الشواطئ وهواة الغطس والرياضات المائية.
*الآثار الاقتصادية
وأشار مدثر إلى أن تكلفته الكلية تقدر بحوالى 100 مليون دولار وحدد فترة تنفيذه بعامين من بدء التنفيذ، بالإضافة إلى مشروع منتجع الدندر السياحي بتكلفة تقدر بـ 50 مليون دولار، ويهدف المشروع إلى تنشيط سياحة السفاري ومشاهدة الحياة البرية في بيئتها الطبيعية والاستفادة الاقتصادية من حظيرة الدندر وزيادة حركة السياح.
كما نوه إلى الآثار الاقتصادية للمشروع والتي تتمثل في زيادة دخل السياحة من العملات الصعبة، زيادة فرص العمالة، وزيادة دخل المجتمعات المحلية مشيراً إلى مشروعات تدعيم السلام وتحقيق الاستقرار بمنطقة جبل مرة الشرقية، وأوضح أن مشروع منتجع جبل مرة السياحي الذي يقع في مساحة 20 كيلو مترا يهدف إلى إعادة إعمار المناطق المتأثرة بالحرب والاستفادة من الميزات السياحية الفريدة لمنطقة جبل مرة كما يعمل على تنمية المجتمعات المحلية وإرساء وتدعيم السلام وتحقيق الاستقرار في تلك المناطق من خلال الحركة الاقتصادية وتوفير فرص عمل والتشجيع على قيام مشروعات مماثلة مستقبلًا.
*إمكانيات سياحية
الخبير الاقتصادي د. حسين القوني، قال إن السودان بلد عريق يتمتع بإمكانيات سياحية مهولة، لكنها لم تجد الاهتمام والتطوير المطلوب، وأشار لـ(الصيحة) إلى الأنواع المتعددة للسياحية بالبلاد كالسياحة الطبيعية والأنهار والتنوع الحيواني والمناطق التاريخية والأثرية في كل ولايات السودان، وقال: هذه المناطق السياحية يمكن أن يكون عائدها المالي والاستثماري أكبر مما هو عليه الحال الآن، لكن كل هذه الأماكن تعاني من مشاكل في التنقل والفنادق وبعد المسافات ووعورة الطرق وضعف الاستثمار السياحي، مشددًا على أهمية تشجيع السياحة لما لها من قدرات مالية واقتصادية واجتماعية، إذ أنها تحقق دخولاً لمناطق السياحة التي يرتادها السياح وتوسّع من النشاط الاقتصادي.
* السياحة الدينية
ونادى القوني بضرورة تطوير السياحة الدينية والطبيعية والترفيهية، ومنح تسهيلات سخية للمستثمرين في هذا المجال خاصة أن السودان مقبل على نهضة اقتصادية كبيرة تبعاً لتوفر الإمكانيات الطبيعية والاستثمارية في المستقبل، وإعطاء الولايات التي بها ميزة نسبية في المجال السياحي، فضلاً عن خفض الرسوم والجبايات المتعلقة بالعمل السياحي على الأقل في السنوات القادمة، وتنمية المناطق السياحية وتوفير الطرق والمعينات الأخرى.
* ضرورة ملحة
وفي ذات السياق، قال الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد: تعتبر السياحة مصدراً مهماً من مصادر اكتساب العملات الأجنبية، وذلك بما ينفقه السائح على السلع والخدمات من هذه العملات، ولا ينكر أن العملات الصعبة تمكن البلد من استيراد السلع والخدمات وتسند العملة المحلية ما يؤدي إلى التقليل من التضخم وغلاء المعيشة، لافتاً أن القطاع السياحي أحد القطاعات الإضافية الناشطة إلى جانب القطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث يساعد على نمو البلد اقتصادياً واجتماعياً، وتعتبر ضرورة ملحة لأنها تساعد على خلق فرص أكثر للعمالة، وبالتالي تعمل على رفع مستوى المعيشة، وتكون معيناً للوصول إلى ما يصبو إليه المجتمع من تقدم ورُقي.