جعفر باعو يكتب.. بين القرون والجرون
*لكل سلعة تجار “بارعين” فيها وكذلك للسياسة تجار بعضهم بارعون وآخرون فاشلون في إدارتها.
*ناجحو العمل السياسي هم من يستطيعون أن يخمدوا نيران الفتن وهم من يقودون مجتمعهم إلى نجاح منقطع النظير والعكس من يدمر دياره ويشقي أهله بسبب الحصول على مقعد في كرسي السلطة.
*أهل السودان بصورة عامة وبعض ولاياته استوعب الدرس الماضي في مسلسل صراع السلطة وأيقن أن التعايش السلمي بين المكونات المختلفة هو الطريق الأوحد لإحداث تنمية واستقرار، وهذا هو ما حدث في ولاية جنوب كردفان التي ضربت خير مثال في الوعي والفهم لما يدور في ولاية الخير والبركة والنماء.
*هزم مجتمع كردفان في جنوبها جل نظريات الساسة وأعداء السلام والمخذلين وقاصري النظر بتنظيم لقاء الكندماية الشعبي بين كافة المكونات المجتمعية ويتقدمهم النوبة والحوازمة وبحضور قادة الحركة الشعبية شمال.
*والي جنوب كردفان د. حامد البشير إبراهيم قال إن الالتئام شمل عددا من أبناء قبيلتي دار نعيلة إحدى أفرع قبيلة الحوازمة وعدد من أبناء قبيلة الغلفان (أونشو) بإخوتهم وأصدقائهم وشركائهم في التاريخ والجغرافيا من الحركة الشعبية قطاع الشمال جناح القائد عبد العزيز آدم الحلو بقيادة اللواء الباقر حميدان بمنطقة كندماية الواقعة شرق مدينة الدلنج والتي احتضنت قبل أيام ملتقى للتعايش السلمي بين مكونات الحوازمة والنوبة والحركة الشعبية شمال يعد حدثاً مفرحاً ومبهجاً واختراقاً تاريخياً في قضية التعايش السلمي في جنوب كردفان.
*حسناً.. الملتقى الذي خرج من تلك الديار كانت له العديد من الإيجابيات التي سيكون لها أثرها ومردودها للمزارعين في تلك الديار وربما الأروع من هذا الملتقى أنه جاء من قلب المجتمع النابض ولم تحركه المصالح المتضاربة التي يتلاعب بها الساسة.
*عمومًا، ما حدث في ولاية جنوب كردفان من لقاء بين المكونات القبلية المختلفة يعتبر مؤشراً ممتازاً للمرحلة المقبلة التي سيقودها المجتمع بوعيه وإدراكه لما يخلفه الصراع القبلي في تلك المناطق.
*إن ولاية جنوب كردفان تعتبر من الولايات الغنية جداً بمواردها المعدنية والحيوانية والبشرية والزراعية، بيد أنها تحتاج فقط لمن يستخرج هذه الموارد ليستفيد منها الاقتصاد القومي، وهذا لا يحدث والولاية كانت تعاني من الصراعات المتعددة والتي يمكننا القول إنها انتهت بعد أن رسمت المكونات المجتمعية للدلنج الكبرى بمنطقة الكندماية شرق مدينة الدلنج لوحة التعايش السلمي والسلام المجتمعي في ملتقى التعايش السلمي بين النوبة والحوازمة تحت شعار: “القرون والجرون اقتصادنا” الذي أقيم بمبادرة من إمارة الحوازمة الدلنج بقيادة العمدة بخاري ومشاركة كافة المكونات والفعاليات المجتمعية وبحضور قادة الحركة الشعبية شمال برئاسة القائد الباقر إبراهيم ورفاقه.
*إن المرحلة المقبلة من تاريخ بلادنا تحتاج بقوة إلى مثل هذه الأعمال التي حدثت في الدلنج من تعايش سلمي حتى ننهض ببلادنا ونستخرج خيراتها من باطن الأرض واستثمار ما في خارجها.
*نسأل الله أن يديم الاستقرار والأمن والتعايش في كل ربوع بلادنا وخاصة جنوب كردفان التي بدأت تتعافى من أمراض السياسيين من خلال وعي مجتمعها وشعبها الذي أدرك أن التعايش بين القبائل هو الحل الأوحد لنهضة ولايتهم.