انعقد في يومي ١٧ – ١٨ مايو ٢٠٢١م مؤتمر ديون السودان وحضره رسمياً السيد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والسيد الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء ووزير مالية السودان الدكتور جبريل ابراهيم وعدد مقدر من الوزراء ولفيف من الخلق، بما فيهم ناشطون كثر من طيف وسن ونوع مختلف، وكان أولاً تظاهرة كبرى من السودان في دولة فرنسا.
ثانياً مخاطبات مختلفة بعضها مباشرة وبعضها غير مباشرة كمخاطبة وزير الخزانة الأمريكي.
ثالثاً مخاطبة شاذة وغريبة من ناشطة سودانية تسمى آلاء صلاح، ذكرت في حديثها اسمي ماكرون وحمدوك دون ذكر الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس دولة السودان والذي كان حضوراً بشخصه، وهي تعمّدت ذلك لأنّها وحزبها لهما موقف ضد العساكر وهم مدنيااااو، وأعتقد أنها بهذا الموقف أساءت للسودان ولصورتها قبل الإساءة للفريق أول البرهان، وأيضا هي أساءت للجيش، لأن البرهان هو القائد العام للقوات المسلحة، وهي مؤسسة وطنية راسخة لا تتبدل ولا تتغير بتغيُّر الأنظمة والأزمنة، بل هي محل احترام اهل السودان، وأيضا أساءت للثورة لأن نجاح الثورة بانحياز القوات النظامية للثوار وعلى رأس ذلك الجيش، وأيضا أساءت للسودان لأنها قللت من رئيس البلد وهذا الموقف أساء للمؤتمر نفسه وللبلد المُضيف، وهي كانت تريد ان ترسل رسالة من فرنسا أنها من لفّ لفها ضد حكم العساكر، وهي غاب عنها أن ماكرون نفسه يقف مع حكم العسكر في أفريقيا، بدليل انه نصب نجل الرئيس المرحوم إدريس ديبي رئيساً لدولة تشاد خلفاً لوالده وضد الدستور التشادي.
أعتقد أن هذه الخطوة اولى خطوات فشل مؤتمر باريس، لأنها أعطت الغربيين انطباعاً بأن قيادة دولة السودان الانتقالية مختلفة، وهذا يجعل الآخرين أقلّ حماساً مع هكذا دولة وهكذا حكومة، الانطباع الآخر أن حاضنة حمدوك تفتقر الى الخبرة والمعرفة والنباهة والكياسة والذوق والفهم السياسي.
انعقد المؤتمر وناقش كثيرا من الامور ولكن النتائج صفرية، حيث ان ديون السودان اربعة واربعة مليار دولار، وكل المتحدثين ركزوا على تخفيف أعباء الديون ولكن لم يتحدثوا عن الإعفاء، حتى فرنسا البلد المستضيف لم تلغ لأن الرئيس الفرنسي ماكرون لا يستطيع ذلك، لأن الدَّين حق الشعب الفرنسي دافع الضرائب، ولكن قدم شعوراً طيباً لأنه تحدث عن (تخفيف) أعباء الديون وليس الغاء الديون، بمعنى تقليل الفوائد أو إعادة الهيكلة، أما القرض التجسيري الفرنسي فهو سداد بفوائد عالية عبر الصندوق وهو مشروط برفع الدعم عن الوقود وتخفيض قيمة العملة، أيضا هنالك دول أعفت كالنرويج ودَينها لا يتجاوز مائة مليون دولار، لم تلغ الكويت ولا السعودية وغير ذلك.
خفضت الصين وألغت بعض ديونها، اما باقي العالم فقد جعلوه منبر ((شوبش)).
وعليه اعتقد ان مؤتمر باريس كان تجمعاً إعلامياً كبيراً عمل ((حبال بلا بقر)).
وعليه أخي حمدوك الحل في السودان، نحتاج لإجماع وطني يفعل موارد وإمكانَات السودان المختلفة أو نذهب إلى انتخابات، تقوم على اثر ذلك حكومة منتخبة ومفوضة تفويضاً ديمقراطياً دستورياً لتقود البلاد بأمر الشعب.
ارجو ان نخرج من برنامج الشحدة ونذهب إلى برنامج اقتصادي وطني يعتمد على الذات، يفعل موارد البلاد الكثيرة والمهولة بأيدٍ سودانية وأصدقاء خُلّص، ولكن الدول الغربية دوماً تأخذ ولا تعطي وتزيد الفقير فقراً، وتقوم على نهب خيرات دول العالم الثالث، وفرنسا نفسها خير مثال لذلك، تأخذ ثلاثين في المائة من اليورانيوم من النيجر، والنيجر تعيش في ظلام دامس.
لذلك أخي حمدوك قديما قيل ((ما حك جلدك مثل ظفرك)).
اعتمد على السودان وأهل وأبناء وبنات السودان في قيام دولة ديمقراطية قومية عصرية متطورة بعد ان تجمع أهل السودان حولك او اذهب إلى انتخابات عاجلة.. هذا هو الحل.