قمتُ بزيارة للشيخ موسى هلال عبد الله في منزله بضاحية المعمورة بالخرطوم أيام عطلة العيد من أجل المعايدة والتهنئة بالخروج من المعتقل، حيث كنتُ خارج البلاد إبان إطلاق سراحه، ووجدتُ منزله عامراً بالزوار والضيوف ويستقبلك الشباب من بعيد بكل بشاشة ورحابة صدر وهي صفات أهل البادية التي تربّوا عليها، حيث علمهم أجدادهم معنى الكرم وزرعوا فيهم أن الضيف أهم من أهل البيت والضيف عندهم له مكانة عظيمة حتى لو كان من الخصوم والأعداء ما دام في ضيافة البدوي، وهذا هو تاريخهم، حيث كان أجدادهم يشعلون النار في الليل ليهتدي إليها من ضلّ سبيله في الصحراء فيحسنون إليه ويكرمونه ويرشدونه. والضيف في ثقافة رعاة الإبل طعمة من الله وأن مجيئه يبعث الخير، وموسى هلال خرج من هذه البيئة فليس غريباً عليه احترام الكبير والصغير.
تحدثتُ مع الرجل عن هموم الوطن ووجدته أكثر حرصاً على أمن واستقرار السودان ويضع مصلحة الوطن فوق كل شيء، ودائمًا يدعو لوحده البلاد ورفعتها والمشاركة في بناء الدولة ونهضتها والمحافظة على البلاد وأمنها واستقرارها. فموسى هلال الذي جلستُ معه، أكثر حرصًا على أمن الوطن وسلامة أراضيه ولا يعرض أمنه الفتنة ولا يعمل لتفكيكه، وعلى قيادة الدولة أن تقابل المواقف الإيجابية لرئيس مجلس الصحوة السودانى بمثلها، والزعيم موسى هلال عنصر مهم للاستقرار في السودان عامة ودارفور على وجه الخصوص وخاصة أن مجلس الصحوة أصبح قوة لا يستهان بها وهي ليست أقل من الحركات الموقعة على اتفاق السلام مع الحكومة وهو تنظيم موقع على إعلان الحرية والتغيير، فلذلك يجب التفاوض معهم مثلهم مثل الحلو وعبد الواحد، وبرأيي يمكن أن تسند لهم مهام كبيرة ومفوضيات كمفوضية السلام والمصالحات ورئاسات المجالس ووزارات وغيرها، والشيخ موسى هلال له خبرة ودراية كبيرة في حل المشاكل وإرساء دعائم التعايش السلمي ويحظى باحترام كبير من المكونات الاجتماعية وخير دليل زواره يوم خروجه وهناك تحديات كبيرة تواجه مجتمع دارفور فهو مؤثر في إيجاد الحلول وقادر على تسليط الضوء على أهمية السلام والتعايش السلمي، فعلى الدولة الاستفادة منه.