شاكر رابح يكتب : الترغيب والترهيب في خطاب حميدتي
ظلت كثير من القيادات السياسية في الآونة الأخيرة يستخدمون مصطلح «الشفافية» وهو مصطلح مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصدق في الخطاب السياسي و«الشفافية» هي أعلى درجات الإفصاح وتعني (رؤية ما هو ممنوع رؤيته وما لا يمنع أو يحجب يقال له «شفافية») وقد ظل الفريق محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع يرسل رسائل عديدة بمنتهى الشفافية مستفيدًا من اللقاءات الجماهيرية في المناسبات العامة وقد حجز موقعاً متقدماً في قلوب الشعب السوداني لصدقه ووضوحه وعدم إسهابه مستخدمًا اسلوباً جديداً فيه نوع من الترغيب والترهيب في آن واحد، المتابع لحديث حميدتي في الإفطار السنوي لسلطان دارفور السلطان أحمد علي دينار لقد أوضح بجلاء أن السياسة تعني التدبير، تدبير شؤون الناس ومعاشهم. وكثيرًا ما يستعمل لفظة السياسة مقترنة بلفظة التدبير، وقد ابتدر خطابه بمعاش الناس لما يمثل ذلك من أهمية قصوى للحكومة الانتقالية، وفي الواقع ترجع السياسة إلى أصلين هما الترغيب والترهيب، وقد رغب حميدتي الشعب السوداني على ضرورة تعضيد ودعم السلام محذرًا من الرجوع للحرب والصراع كما أكد أن الحل المرضي للجميع يتمثل في الاحتكام الى النظام الديمقراطي وتفويض الشعب للحكومة وقد دعا الجميع إلى التعاون والتنسيق حتى تتمكن الحكومة من تحقيق شعارات الثورة في تحقيق العدالة والحرية والسلام، مؤكدًا عدم قيام أي انقلاب عسكري مبررًا ذلك أن المجتمع الدولي سوف يرفض ذلك، هذا وقد أشاد برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما أكد أن مؤتمر باريس سيضع حدا للعزلة الدولية التي يعيشها السودان .
هذا الأسلوب الجديد في الخطاب السياسي ينبغي أن يفعله كل المسؤولين مع المواطنين لكسب ثقتهم، خاصة أن هناك جفوة إن لم نقل قطيعة بين المسؤولين والمواطنين خصوصًا فيما يتعلق بمستقبل السودان السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل