محمد البحاري يكتب.. رفقاً بالشباب
(1)
قناعتى التامة أن تعاقب الأجيال هو سنة من سنن الحياة الماضية والباقية وينطبق هذا علي المستوى الفنى لكن البعض يضيق على الفنانين الشباب تجاربهم الفنية ويضعها دائماً في ميزان القديم في إطار المقارنة والنقد الجارح والمؤلم أحياناً كثيرة فهذا فيه ظلم للتجارب الشبابية لكل تجربة نجاح وإخفاق فيجب ان تؤخذ التجارب بالنقد البناء والهادف دون التجريح..
(2)
إذا تحدثنا عن أركان الأغنية الرصينة كلمة ولحنا وأداء نجد المتلقي دائما لديه اعتقاد بأن كل الغناء القديم يصب في خانة الرصانة وأن كل الحديث مهما يكن لا يرقى لمستوى القديم وهذا فيه ظلم كبير للجيل الحالي..
(3)
إذا أخذنا الركن الأول من الأغنية وهو الكلمة فالساحة مليئة بفطاحلة الشعراء الذين أثروا الساحة الفنية بجميل الكلمات منذ زمن ليس بالقصير كأمثال رئيس جمهورية الحب مازال عطاؤه مستمر منذ ستينيات القرن الماضى والمكتبة السودانية تحفظ له جميل الأغنيات وهناك أمثلة كثيرة غير الحلنقي مازال عطاؤهم مستمرا على سبيل المثال عبد الله النجيب شاعر العيون وهاشم صديق والكثير من الذين وضعوا الرصين من الكلمات إذن ليست المشكلة في القصيدة لارتباط هؤلاء الشعراء بالقديم من الأغنيات ومازال عطاؤهم مستمراً..
(4)
إذا تحدثنا عن الركن الثانى من الأغنية وهو اللحن أعتقد أن الساحة بها ملحنون لديهم الكثير من المهارات اللحنية ولديهم أعمال خالدة.. ويبقى العمود الفقرى للأغنية وهو الأداء وهذا مربط الفرس لكثير من الفنانين الشباب مما يجعل الكثيرين يوجهون سهامهم ونقدهم منه النقد الموضوعى ومنه النقد الذى لا يرقى لمستوى النقد ويكون هجوما على الغث والسمين وهذ هو مربط فرسنا فى هذا المقال وهو أن لا نطلق الأحكام جزافا على التجارب الشبابية فهناك أصوات غضة فالبعض يقف حد الذوق عنده عند كبار الفنانين فقط وهذا تفكير فيه نوع من المبالغة تجاه الفنانين الشباب..
(5)
تبقى المشكلة ليس في الكلمة ولا الألحان ولا الصوت لأنه توجد أصوات جميلة في كل الخانات والدرجات الصوتية يبقى مجحفا فى حق الفنانين الشباب ان نحكم على كل تجاربهم بالفشل وأنهم دون الفنانين الكبار بل يجب ان نأخذ تجاربهم بكثير من الموضوعية والنقد البناء.