الفنان عماد عبد الرحيم الشهير بعماد الكاشف يظل واحدا من الأصوات التي شكلت حضوراً جميلاً في فترة من الفترات.. فهو حينما ظهر في الساحة الفنية كان ظهوره بمثابة حضور صوت قوي وجديد فهو رغم اشتهاره بترديد أغنيات الفنان ابراهيم الكاشف ولكن له حصيلة كبيرة من الغناء الخاص قدمها رفقة الموسيقار الراحل حسن بابكر الذي قدم له العديد من الأغنيات منها (أصلو نادر ــ إنتي السبب ــ وتر مشدود ــ اللهيجو بسلي) وغيرها.. الحوش الوسيع جلست مع الفنان عماد الكاشف وقلبت معه بعض الجوانب الخافية عن حياته في شهر رمضان.
حوار: سراج الدين مصطفى
ـ ماذا يمثل لك شهر رمضان؟
شهر رمضان العظيم يمثل لي قمة الروحانيات والتشبه بروح الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام.. فهو شهر خاص واكثر خصوصية يمر في العام مرة واحدة لذلك يجب أن يستثمره الإنسان ليعيد ترتيب روحه وكل الاختلالات في الجسم.
ـ هل تتذكر أو سنة صمت فيها؟
لا أذكر سنة بعينها ولكنني بدأت منذ الصغر.. والمهم في الأمر أن الصيام صحيح عبادة ولكن هذه العبادة تحتاج للتربية والتعود عليها من الأسرة فهي التي تساعد أن يتعلم الأطفال الصيام وكيف أنه عبادة لا ترتبط بالكذب أبداً.
ـ موقف محرج تتذكره في هذا الشهر الكريم؟
هنالك موقف محرج خالد في ذاكرتي ولا أستطيع نسيانه وأتذكر تماماً وكل تفاصيله حاضرة أمامي حيث أنني عندما صحوت لأشرب بعض الماء حيث فوجئت بوالدتي تتوضأ استعداداً لصلاة الصبح.
ـ كيف تستقبل رمضان؟
أستقبله بروح خالية من كل ماهو مخالف لديننا واعرافنا السمحة.. هذا الشهر الكريم يجب أن يكون استقباله مختلفاً عن بقية الشهور .. فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. نسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا ويبلغنا رمضان هذا والقادم سالمين غانمين.
ـ ماذا تتجنب في رمضان؟
أحاول تجنب الغضب والابتعاد عن كل ما يغضب الله.. وأحاول أن أكون متسامحاً ومتعالياً عن بعض صغائر الأمور التي قد تفسد الصيام.. لذلك تجدني أكثر حرصاً على الابتعاد عما يجلب المشاكل والخصومات وما إلى ذلك من منغصات الحياة.
ـ أكلة تحب تتناولها في هذا الشهر؟
العصيدة بالتقلية لأنها خفيفة وسهلة التناول.. وأنا كسوداني لا أختلف عن بقية السودانيين حيث نعشق الأكلات البلدية وهي فرصة سانحة لتناولها لأنها عادة لا تتوفر في الأيام العادية.
ـ موقف محزن مر بك في شهر رمضان؟
تتقلص المواقف المحزنة في هذا الشهر العظيم ولكنني أحزن كثيراً لكبرياء الإنسان السوداني عندما تستجديه وتحلف عليه أن يفطر معك بينما يعتذر لك بأنه قد وصل وجهته لذلك تجدني أحزن له ولنفسي.. ولكن على الوجه الخاص لا أتذكر موقفا شخصيا محزناً مر بي في هذا الشهر الكريم.. ونسأل الله أن يبعد الأحزان بعيداً قدر الإمكان.
ـ هل تفضل الإفطار في الشارع أم المنزل؟
حقيقة أفضل الإفطار في الشارع وهذه عادة سودانية محضة وحميمة وجميلة وتميزنا عن بقية الشعوب ومع أنها بدأت في الاندثار كحال الكثير من القيم السودانية ولكنني أحاول أن أجعلها تعيش حتى لا تندثر.. لأن الإفطار في الشارع العام له معانٍ عديدة يجب أن تستمر.
ـ على ماذا تحرص في هذا الشهر الكريم؟
أحرص على تلاوة القرآن.. ولك أن تتخيل أخي سراج بأنني أقضي معظم الوقت ممسكاً بكتاب الله قراءة وتأملاً وتدبراً وأكثر ما أكون حرصاً أن أختم القرأن الكريم في هذا الشهر أكثر من مرة وهي عادة درجت عليها منذ زمن طويل جداً وأتمنى أن تستمر دائماً.
ـ وماذا عن الدخول للنت ووسائل التواصل الإجتماعي؟
تقل ساعات الدخول للنت كثيرًا في هذا الشهر وأحاول قدر الإمكان الابتعاد عن وسائل التواصل الإجتماعي رغم أهميتها في هذا العصر وهذه الأيام فهي أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة ولكن رغم ذلك أحاول تجنبها قدر الإمكان وقدر المستطاع رغم اعترافي بأهميتها.
ـ هل أنت جرسة؟
نعم أنا جرسة ولا أخفي ذلك أبداً.. لأن شهر رمضان في السودان به عنت ومشقة ونسأل الله أن يعظم الثواب لما نعانيه من قطوعات دائمة في التيار الكهربائي وبقية متطلبات الحياة.. ولكن لا أرى حرجاً بالجهر بأنني (أتجرس) في الصيام.
ـ هل تنوي ختم القرآن الكريم في هذا الشهر؟
نعم أنوي ختم القرآن وعادة ما أختمه مرتين أو أكثر ومن هنا أطلب من إخواني وأخواتي من غير الصائمين أن يحذوا حذو كل صائم بأن يكثروا من التلاوة في هذا الشهر حتى لا يحرموا من أجر عظيم.
ـ ما هي البرامج التي تحرص عليها؟
حقيقة أحرص على البرامج الدينية والمنوعات الخفيفة وعادة لا أتابع المسلسلات الطويلة ولكني حريص أيضاً على متابعة برنامج أغاني وأغاني وبرنامج يلا نغني بقناة الهلال فهي برامج تستحق المتابعة والمشاهدة.
ـ حدثنا عن لمة الفطور في الحلة؟
لمة الفطور في الحلة من أجمل الأشياء وهي عادة كريمة توارثناها عن آبائنا وأجدادنا بل وأصبحت من المسلمات السودانية وهي ضرورية لأنها تحفل بكثير من القيم والأعراف من كرم وإحسان وكل تلك الصفات الجميلة والتي يمتاز بها إنسان هذا البلد.
ـ وماذا تعمل بعد صلاة التراويح؟
عادة ما أذهب بعد التراويح للإخوان للترويح والسمر وبعض النشاط الثقافي.
ـ كلمة توجهها لعباد الرحمن في هذا الشهر؟
كلمة أود أن أوجهها لعباد الرحمن.. هذا شهر عظيم مختلف قد صفدت فيه الشياطين إكراماً لنا فمن باب اولى أن نصفدن حن شياطين الإنس فينا وذلك بإفشاء السلام وحب الخير لبعضنا البعض ونبذ العنف والتنمر والأهم من ذلك أن تستمر تلك الروح الطيبة إلى ما بعد انتهاء الشهر فبهذا نكون قد استفدنا الاستفادة القصوى بأن أصبحت حياتنا كلها رمضان.
ـ اللهم أعنا على صيامه وقيامه واجعلنا من عتقائه يا أرحم الراحمين.