تقرير ــ فاطمة علي
يعيش العالم رعباً صينياً جديداً بعد ازمة فايروس وباء “كورونا” إثر خروج صاروخ صيني من مدينة “بكين” الخميس الماضي عن السيطرة وخلال دورانه حول الأرض، ويحمل الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية الجديدة ” وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية”. ومن المحتمل سقوطه عشوائياً مما يشكل خطرا على سكان الأرض ويهدد حطام الصاروخ وبحسب موقع سبيس نيوز متوقع سقوط جسم صاروخي ضخم وزن21 طنا وطوله 100 قدم المحطة الأساسية لصاروخ لونغ مارش 5بي في أي منطقة مأهولة بالسكان خلال الأيام القادمة، وقال الموقع إن الحطام بعد احتراقه في الغلاف الجوي قد يسقط في المحيطات التي تغطي معظم سطح الارض، ويعد الصاورخ أكبر وأوقوى الصواريخ الصينية.
وجهة مؤكدة
ويخشى البعض من السودانيين سقوط الصاروخ الصيني، ويعيشون حالة من الرعب والقلق والترقب وبمزيج من السخرية، ومع تداول أنباء مرور الصاروخ فوق عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووصفوه بفلم الرعب الصيني الجديد. حددت مصادر عسكرية أميركية، السبت، وجهة جديدة محتملة لسقوط الصاروخ الصيني الطائش، حسب الإحداثيات تحديد شمال السودان كوجهة مؤكدة لسقوط الصاروخ التائه.
وذكرت المصادر العسكرية أن الصاروخ الصيني الطائش من المحتمل أن يسقط في آسيا الوسطى طاجيكستان أو تركمانستان الساعة 19:30 مساء السبت بتوقيت واشنطن 23:30 مساء السبت بتوقيت غرينتش 3:30 فجر الأحد بتوقيت أبوظبي.
استعدادات الشمالية
أعلنت الأمانة العامة لحكومة الولاية الشمالية عن تشكيل غرفة طوارئ لإدارة أزمة الصاروخ الصيني الخارج عن المسار والذي من المتوقع سقوطه صباح الغد بشمال السودان بحسب بيانات وزارة الصحة الاتحادية، ودعت حكومة الولاية في بيان لها المواطنين بعدم الالتفات للشائعات وأخد المعلومات من مصادرها المختصة في هذا الشأن، وعقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً لوضع الترتيبات اللازمة بشأن الصاروخ الخارج عن المسار وتلافيًا لأي آثار قد تحدث جراء سقوط الصاروخ بإحدى مناطق الولاية. ومنذ نحو أسبوع أطلقت الصين الصاروخ إلى الفضاء حاملاً مكونات لمحطتها الفضائية الدولية، لكنها فقدت السيطرة عليه بعد وصوله إلى الفضاء وصار يهيم خارج الأرض ومن المتوقع أن يسقط خلال الساعات المقبلة. وبعد انفصال الوحدة الفضائية للمحطة، بدأ الصاروخ يدور حول الأرض في مسار غير منتظم مع انخفاضه تدريجياً، ما يجعل من شبه المستحيل توقّع النقطة التي سيدخل منها إلى الغلاف الجوي وبالتالي المكان الذي سيسقط فيه.
وأثارت الأنباء التي تحدثت عن احتمال سقوط الصاروخ في الولاية الشمالية في السودان فزعاً كبيراً بين السكان المحليين. وسخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي من خبر خروج صاروخ صيني عن السيطرة ورصد مروره فوق عدد من الدول العربية وتوقع سقوطه قريباً على موقع غير محدد على كوكب الأرض.
مضاد الصواريخ
وحذر خبراء الفضاء من إعادة دخول “غير متحكم به” للجزء الرئيسي من مركبة الإطلاق “لونج مارتش 5 بي”، والبالغ وزنه 20 طناً، إلى الغلاف الجوي للأرض. ويقصد بإعادة الدخول غير المتحكم به هو فقدان المقدرة على التوجيه وعدم التحديد المسبق لمسار السقوط. وبحسب شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، يوجد فوق الأرض “سحابة من الخردة” يزيد وزنها على 9 آلاف طن، أي ما يعادل وزن 720 حافلة مدرسية، تضم مئات الآلاف وربما الملايين من الأجسام التي تدور في مدار غير منضبط، بما في ذلك معززات الصواريخ المستهلكة والأقمار الاصطناعية “الميتة” وحطام العروض العسكرية للصواريخ المضادة للأقمار الاصطناعية. وتتركز النفايات الفضائية بشكل كبير في مدار قريب لسطح الأرض، ورغم أنها لا تشكل خطرا كبيرا على البشر فإنها تهدد الأقمار الاصطناعية النشطة التي توفر لنا الخدمات، بما في ذلك تتبع حالة المناخ وتسهيل الاتصالات. ووفقًا لمؤشر الأجسام المطلقة في الفضاء التابع لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، يدور حول الأرض 4635 قمراً اصطناعيًا حاليًا.
المدار الأرضي المنخفض:
ويتحدث رئيس قسم الشمس والفضاء بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر مكرم إبراهيم، عن ظاهرة الحطام الفضائي، إذ يقول إن هناك نوعين من الحطام، أحدهما في المدار الأرضي المنخفض على ارتفاع ألفي كيلومتر تقريباً، والآخر في المدار الأرضي المرتفع على بعد أكثر من 35 ألف كيلومتر. ويضيف إبراهيم لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الخطورة الأكبر تكمن في الحطام الذي يدور في المدار الأرضي المنخفض، ويكتسب هذا الحطام سرعته نتيجة الحركة في المدار، ويبدأ في الهبوط إلى مستويات أقل حتى يخترق الغلاف الجوي للأرض ثم يحترق.
الغلاف الجوي
ويوضح العالم المصري أن “هذه الظاهرة متكررة ولا تعلن كونها أمرًا طبيعياً، وقد يغير الحطام مساره نتيجة الارتطام بأجسام أخرى، ويهبط للأسفل إلى أن يخترق الغلاف الجوي للأرض كما هو الحال مع الصاروخ الصيني الشارد”. ويمتلئ الفضاء الخارجي بمئات الأقمار الاصطناعية “الميتة” التي أنهت مهمتها وتسبح في الفراغ، ويعتبر إبراهيم أن هذه الأجسام تعتبر حطامًا فضائياً وأحيانًا ما تصطدم بأخرى في الفضاء، ومع الوقت ونتيجة الاصطدام المتكرر، تُدمر الأقمار الاصطناعية الميتة وتتحول إلى جزيئات صغيرة. ويهدد الحطام محطة الفضاء الدولية، حيث تعيش أطقم من رواد الفضاء منذ عام 2000، وكان عليهم تعديل مدار المحطة عدة مرات في العام الماضي لتجنب الاصطدام بالحطام الفضائي. وهناك قانون دولي ينظم حركة عودة الصاروخ من الفضاء إلى الأرض، ففي عام 1967 أُعلنت معاهدة الفضاء الخارجي التي تظل الوثيقة الدولية الأساسية لتنظيم النشاط في الفضاء الخارجي. وبحسب المعاهدة، فإن الدولة التي تطلق مركبة فضائية تحتفظ بحق السيطرة عليها، وتكون أيضًا مسؤولة عن الأضرار التي تحدثها، وعليها أيضا تجنب “تلويث الفضاء”.
وبحسب حديث العالم المصري لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن ما يحدث حاليا يعد مخالفة للمعاهدة، حيث فقدت الصين السيطرة على صاروخها الذي بات تهديداً للأرض. وفي العام الماضي، سقط أكبر حطام فضائي منذ عام 1991 لصاروخ صيني خرج عن السيطرة وكان يزن 20 طناً في المحيط الأطلسي، بعد مروره مباشرة فوق لوس أنجلوس وسنترال بارك في مدينة نيويورك.