الناظر بابو نمر ناظر عموم المسيرية
قبيلة المسيرية هي قبيلة عربية من عطية وعطية من جهينة، وهي تسكن ولاية غرب كردفان، وهي تُحادد جنوب السودان وتجاور الرزيقات والحَمر في السودان الشمالي، وهي قبيلة منتشرة في كل السودان وهي من قبائل السودان المقاتلة وهم يحبون الجندية، بل لهم أثر كبير من الفروسية وهم الذين حموا بوابة السودان الجنوبية الغربية، وكان لهم القدح المعلى في دحر التمرد من دخول السودان الشمالي طيلة فترة تمرد الدكتور جون قرنق. وهي قبيلة رعوية تربي الماشية، وهي قبيلة لها إرث ثقافي واجتماعي كبير ولها نظام إداري فريد، ومترابطة ترابطا وثيقا مع بعضها البعض، وكذلك لديها نظام تكافلي مرتب.
الناظر بابو نمر هو ناظر عموم المسيرية، تولى نظارة المسيرية في عام 1942م وتم تنصيبه في منطقة أبيي وهو الناظر الذي وحد بطون قبيلة المسيرية وهم عجايرة وفلايته وزرق وحمر.
كان الناظر بابو من النظار القلائل أصحاب الرأي والحكمة، بل كان مدرسة متفردة في الإدارة والعرف وتمتد علاقاته مع كل قبائل السودان، بل حتى لديه علاقات متميزة مع قادة العمل الوطني والسياسي وكان محل احترامهم جميعاً، بل صاحب حكمة نافذه ورأي سديد وكان صاحب أقوال وأفعال مأثورة
من أقواله قال يعجبني في الخواجات ثلاث please، وthank you وsorry.
أي لو سمحت وشكراً وأسف، هي كلمات بسيطة ولكن تحمل معان كبيرة هي الذوق والأدب والسمو الأخلاقي.
من أقواله قال للرئيس نميري كل شئ كبسته قمت منه إلا الإداره الأهلية.
من أقواله سأله الرئيس نميري عن رأيه في حكمه، قال الناظر بابو كان الخريف نزل ونظفت زراعك وذهبت بأولادك ومراتك وأولادك وأنت بتحفر الحفر وهم بدفنوا وراك والعيال بيأكلوا التيراب ويدفنوا الحفر فارغة تحصل على محصول في الموسم، نميري قال لا.
لما زار لندن ورجع سأله المسيرية عن لندن، قال سمحة لكن دينقا أم الديار اسمح منها يقصد ديار المسيرية.
من أفعاله أنه عمل تعايشاً سلمياً وعلاقات مميزة مع الناظر دينق مجوك، حيث قام بما عجزت عنه الحكومات وحافظ على أرض السودان.
أيضاً كانت له علاقات متميزة مع الناظر إبراهيم موسى مادبو. ويحكي أنه لما أراد أن يتزوج بنت السيد عبد الرحمن المهدي استشار الناظر إبراهيم والناظر إبراهيم موسى سكت، ثم كرر الموضوع مرة ومرتين، وأخيراً نطق الناظر إبراهيم قال له يا ولدي بابو إنت الآن ناظر المسيرية لما تتزوّج بنت السيد عبد الرحمن قولوا لك راجل بنت السيد عبد الرحمن المهدي ويلقوا نظارة المسيرية.
الناظر بابو كان رجل أمة، وهو من عظماء القادة، بل زعيم وقائد أهلي شعبي وبرلماني ضليع ورجل حكمة وعقل راجح.
رحم الله الناظر بابو وأسكنه فسيح جناته.
إنّ تاريخ السودان يحتاج إلى أن تعاد كتابته وهو اهتم ببعض مناطق السودان وأهمل أخرى، وأرّخ لبعض القيادات والزعامات وأهمل زعماء عظاماً قدّموا للسودان جلائل الأعمال.
وقادة كثر في السودان أهملهم كُتّاب تاريخ السودان عن عمد أو سهواً حان الأوان ليؤرّخ لهم.
وما ذكرناه هنا عن الناظر بابو نمر قليل من كثير وهو غيض من فيض.