بمفردته ذات الطعم المغاير.. محمد جعفر عثمان.. شاعر الانقلابات الشعرية!!
كتب: سراج الدين مصطفى
بمفردته ذات الطعم المغاير أحدث الشاعر محمد جعفر عثمان انقلاباً في شكل القصيدة الغنائية ورفدها بتراكيب ومضامين جديدة لم تكن معتادة وغير مألوفة، حيث ذكر الأستاذ معاوية حسن يس في كتابه (من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان 1940 ـ 1999) وفي صفحة (368) قال (يمكن وصف الشاعر محمد جعفر عثمان بأنه شاعر التحولات الكبرى في مسارات المطربين وفي مسيرة الشعر الغنائي نفسه في أبرز المنعطفات التي مر بها بعد انتهاء العصر الذهبي، خصوصاً بعدما توقف كبار نجوم الغناء وشعرائهم عن العطاء في نهاية العقد السادس من القرن العشرين، كانت الساحة الفنية تحتضن في تلك الفترة أغنيات الشعراء المقلين كالتجاني سعيد وعمر الطيب الدوش وكانت تمور بعطاء الحلنقي، وهكذا ظهر الشاعر محمد جعفر عثمان ليأخذ الساحة الفنية على حين غرة بمفرداته الجديدة التي صدح بها المطرب زيدان إبراهيم وسرعان ما تلقفت أشعاره الغنائية الأصوات التي ملأت الساحة لتعلن سيادتها على دنيا الغناء إبان سنوات السبعين والثمانين من القرن العشرين.
(3)
اعتلى زيدان إبراهيم القمة الفنية وأصبح متسيداً الساحة الفنية حينما تغنى بأغنيته الخفيفة (وسط الزهور متصور) التي كتبها الشاعر محمد جعفر عثمان ولحنها الموسيقار عمر الشاعر:
وسط الزهور متصور
وجهاً صبوح ومنور
رقه وحنان كاسيه
زي القمر مدوِّر
***
هز الكيان بهديله
سحر العيون بكحيله
ما اظن الاقي مثيله
هو الوحيد في جيله
*****
شايقاني فيه ابتسامه
وطيبة عيون ووسامه
شيلي الغصون يا حمامه
شوق القلوب وهيامها
*****
أذكى الخيال والفكرة
ذكراهو حلوة وعطرة
والذكري زاد لي بكرة
يا وارث العفاف بالفطرة
*****
ـحييك في بعدي
يا نجمي يا سعدي
لو التمني بيجدي
تحيا ألف من بعدي
(4)
وبينما كان يتعالى نجم زيدان إبراهيم وتضج الأماكن باسمه وتردد أغنياته، كان الشاعر محمد جعفر عثمان بعيداً عن كل ذلك الصخب، يجلس في هدوء بمنزله بحي العباسية بأم درمان، لم يبحث عن النجومية ولم يجر خلفها كما يفعل البعض، ذلك التماهي مع الهدوء ربما غيب السيرة الذاتية للشاعر محمد جعفر عثمان وساهمت شخصيته الهادئة ذات الرزانة والأدب العالي في ذلك التغييب، ولكن من المهم أن أقول إن الشاعر محمد جعفر عثمان واسمه بالكامل (محمد جعفر محمد عثمان) وكان يلقب بمحمد الشريف.