كان شديد الحرص على الارتفاع بمستوى الأغنية السودانية: صالح صلاح (أبو السيد).. شاعر بدور القلعة!!
الخرطوم: الصيحة
صولات وجولات:
كانت لأبي صلاح وهو الشاعر العبقري صولات وجولات في ميدان الدوباي مما جعله يتفوق على الكثيرين من شعراء الدوباي معنى وصياغة ثم عرج من بعده على أغاني الطنبور وكان له فيها باع طويل. وقد التقى خلال تلك الفترة بالكثيرين من شعراء الدوباي وفي مقدمتهم إبراهيم العبادي وود الرضي ويوسف حسب الله (سلطان العاشقين) والعمرابي ثم عمر البنا والذي التقى معه بعد أن تطور الطمبور إلى الغناء لقاء مثمرًا في منتصف العشرينات تقريباً, وسوف نتحدث عن ذلك في باب صلاته بالشعراء .
اسم على كل لسان:
لم يكن أبو صلاح في باكر شبابه يعمد إلى التقليد والمحاكاة, مما جعل الذين سبقوه في المضمار يتوقعون له الصعود السريع ولم يخب ظنهم فلم يمر وقت طويل حتى صار اسم أبي صلاح ولم يكن قد تخطى العقد الثالث من عمره بعد على كل لسان, وحتى كان مجرد ذكر اسمه دعوة للحديث عن فن الغناء ونهضتته.. ومما لا ريب فيه ليس هناك اختلاف عليه ان أبي صلاح هو شاعر الغناء الأول منذ أن تحول من نظم الدوباي والطنبور الى الغناء المتطور, فالمدائح النبوية والدينية والأناشيد, ثم للغناء مرة أخرى, جودة في السبك, ودقة الوصف والتعبير, وإجادة في كل ضروب الغناء مع إثراء يفوق حد التصور. ويكفي أن نذكر أن معظم أغاني الحقيبة هي من نظم شاعرنا الخالد أبي صلاح.
عطاء للفن والغناء:
كانت حياته كلها عطاء للفن والغناء, وكان شديد الحرص على الارتفاع بمستوى الأغنية السودانية, يربأ بها عن الإسفاف والابتذال. وقد وضح أثر ذلك جلياً فيما أنتجه معاصروه وتلاميذه في مقدمتهم تلميذه الشاعر الأنيق عتيق . لم يصمت الشاعر الفذ طيلة حياته الحافلة بالنغمات الطراب, ولم يضن على تلاميذه ومعجبيه بما وهبه الله من شاعرية خلاقة, لم تتح لغيره من شعراء الغناء. ولم يتخلف من دعوة حملها له أبناؤه لإثراء حركة الغناء والدفع بها إلى الأمام. إلى أن رحل إلى بارئه وكان ذلك عام 1963 ولم يتجاوز عمرة الثالثة والسبعين.