أعلنت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس”، أنّ رئيس البعثة فولكر بيرتس سيُغادر إلى جوبا هذا الأسبوع قبل الجولة القادمة بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال برئاسة عبد العزيز الحلو في عاصمة جنوب السودان، وأنّ المبعوث سوف يلتقي بالوساطة الجنوبية والحركة الشعبية شمال جناح الحلو وآخرين وتتركز مهام البعثة على 4 محاور وهي دعم عملية التحوُّل السِّياسي، ووضع الدستور، وتنفيذ الوثيقة الدستورية، والتّمهيد لإجراء الانتخابات، لتحقيق السَّلام الشامل والمُصالحة الوطنية في السودان.
وبعثة “يونيتامس” بدأت أعمالها فعلياً في السودان قبل أربعة أشهر عقب وصول كبير موظفيها ستيفين سكويرا، والقائمة بأعمال البعثة ستيفاني خوري وكبار المسؤولين في البعثة، وجاءت هذه البعثة نتيجةً للطلب المقدم من حكومة السودان وبعدها صدر القرار ٢٥٢٤، والمفاوضات المنتظرة مع الحلو في الشهر الجاري بجوبا يجب أن تتم بعيداً عن التدخلات الأممية لأنها تؤدي إلى المزيد من الاستقطاب وضياع الوقت، والمعني بالسلام في المقام الأول هو الشعب السوداني وقواه السياسية وأطراف النزاع، والوساطة الجنوبية قد حقّقت اتفاق السلام بجوبا الذي أوقف الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وهو إنجازٌ كبيرٌ يُحسب لفريق الوساطة الجنوبية والوفد الحكومي، فلذا ندعو الجهات الدولية والأممية لعدم التأثير على المفاوضات التي أصبحت الآن رغبة للشعب السوداني، والسلام أصبح خياراً استراتيجياً.
إنّ قضية السلام وإيقاف الحرب وأسبابه من أمهات القضايا التي أقعدت بالأمة السودانية في التاريخ الحديث، وذلك لارتباطها بالحقوق والقضايا الأساسية للإنسان والمتمثلة في الحرية والمساواة والعدالة، سعياً وراء بحثه المُستمر للعيش الكريم والسلام المُستدام، فالبعثة الأممية يجب أن يكون دورها رقابياً فقط.