في غالب الأحيان لا يميل الموسيقار محمد الأمين للتصريحات الصحفية ولا يظهر في الإعلام بكثافة لذلك حينما يتحدث عن أي قضية فنية.. فذلك يستوجب الوقفة والتأمل..
في هذا الحوار يتحدث محمد الأمين عن قضية محددة توقف فيها الكثير من النقاد والمهتمين بالشأن الموسيقي والفني في السودان..
ـ ماذا عن إيقاع الأغنية السودانية السريع وحقيقة وجوده؟
بالنسبة للإيقاع السريع في السودان هو موجود أصلا في أغانينا وموسيقانا منذ أن عرفنا الموسيقى والغناء.. وهذا يدل على الأثر الأفريقي الموجود عندنا منذ بداية الغناء في المرحلة التي تسمى «حقيبة الفن» عندما كان الغناء لا تصاحبه الآلات الموسيقية ويصاحبه الرق والإيقاعات والاعتماد على الصوت فقط، وكانت هناك الأغنية الخفيفة والأغنية الكبيرة وكانت تسمى الثقيلة والخفيفة واستمرت إلى أن دخلت الأغنية الحديثة ودخلت الآلات الموسيقية إلى السودان، وحتى الآن النوعان موجودان، وعندما غنيت أغنية «سوف يأتي» في الأوبرا وهي أغنية كبيرة ذات مقاطع وموسيقى بين كل كوبليه وكوبليه، وهي باللغة الفصحى تدل على الأثر العربي، وبينها الأغنيات الخفيفة الأخرى لأنهها يمشيان مع بعضهم البعض.
ـ ما علاقة الإيقاع السريع الذي يكمن في الموسيقى العربية بالغناء العربي والمصري؟
و النغم وعلاقته بالإيقاع السريع في الغناء كانت قريبة وهو ناتج عن التأثر بالموسيقى الغربية وهذا موضوع كبير لأن التأثر والتأثير موجودة في الصياغة اللحنية ونحن لا نفتكره تأثر بقدر ما هو تخلي عن الغناء العربي السليم وهذا في رأيي غير مقبول ونجد عند المصريين والعرب التخلي عن الأغنية الكبيرة بشكل ملحوظ وتقديم الأغنية الخفيفة وحدث ولا حرج الكلمات والألحان الخفيفة.. أما بالنسبة للسودان المسألة تختلف منذ زمن بعيد لأن الملحن أو المغني السوداني يغني أغنية كبيرة ويلحن أغنية خفيفة، والأغنية الكبيرة التي يسمونها في السودان كسرة لا بد أن تلازم الأغنية الخفيفة وهي مربوطة بها.. وبعد ذلك انفصلت الأغنية الخفيفة وأصبحت قائمة بذاتها، والكبيرة تنقسم إلى قبليهات مختلفة قد يكون بينهم قبليه ذات إيقاع خفيف.
ـ كثير من النقاد يطلقون عليك عازف العود من الطراز المبدع بل المدهش، وأشاد بك نصير شمة العازف العراقي إشادة قوية.. هل هذا جاء من دراسة أم موهبة أم حب؟
كل هذه الأشياء استفدت منها من إخواننا في موسيقى النيل الأزرق آنذاك، وقد تعلمت النوتة الموسيقية، كما تعلمت العود على يد أخ وصديق، والإضافة التي أحدثتها بما لي من دراية من الموسيقى والسلالم والنوتة، هذا أفاد في مسألة التمرين بوضوح جدًا على مستوى العزف على الآلة، لأنه كلما كان التمرين يأخذ ساعات طويلة من الزمن كان الشخص في مستوى أحسن خصوصًا إذا كان مبنياً على شيء من الثقافة وأثناء ما كنت في ود مدني كنت أراسل بعض المعاهد في القاهرة، واستفيد من الكتب حول الموسيقى العربية، وكذلك نوتة أغنيات تأتي من القاهرة للفنان عبد الوهاب وأم كلثوم، وكنت أحرص على الذهاب للخرطوم لاشتري بعض النوتات لبعض الفنانين المصرين الكبار وكنت أخذها وأتمرن على الأداء وهذا أدى إلى رفع مستوى أدائي.
ـ هل يعتبر الغناء مع العزف على العود مجهودًا مضاعفًا بالنسبة لك?
موضوع الآلة الموسيقية مهم جدًا أن الشخص يتمرن عن دراسة وعلم، لأن في مجال الغناء الموهبة وحدها لا تكفي، لأن الموهبة مهما كانت محدودة، والدراسة والثقافة الموسيقية تقوم بعمل ثقل لهذه لها إلى حد كبير جدًا وهذا ما حدث بالنسبة لي.
ـ هل فرقة محمد الأمين هي الفرقة الوحيدة التي تعمل بالنوتة؟
معهد الموسيقى منذ أن بدأ سنة 1969م وتحول من معهد إلى كلية للدراما والموسيقى فقد خرج عددًا كبيرًا جدًا من الموسيقيين من هذه الكلية، وأصبحوا قادرين على قراءة النوتة الموسيقية، ولكن ليس عددًا كبيرًا من الناس يتعاملون مع النوتة.