مؤتمر باريس.. تحذير من مغبة الفشل
الخرطوم: سارة إبراهيم عباس
فتحت ثورة ديسمبر المجيدة أبواباً كانت مقلغة أمام البلاد وتسابقت الخطوات وتدافعت الدول نحو السودان بصورة كبيرة لإعادته إلى المنظومة العالمية ومباركة العهد الجديد لعل الحدث الأكبر كان رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وفك العزلة الدولية.
عدد من المبادرات قدمت للسودان آخرها مبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون(مؤتمر باريس)
والذي تنطلق فعالياته في 17 مايو 2021 لمدة ٤ ساعات من التاسعة صباحًا وحتى الواحدة بعد الظهر.
ويعتبر المؤتمر منصة لاستقبال السودان في صورته الجديدة وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي له لتمكينه من مقابلة تحديات الانتقال الديمقراطي لكي يستطيع أن يعبر بسلاسة إلى المستقبل، ويكمل قصة نجاح الثورة في تحقيق ما نادت به شعاراتها من حياة حرة وكريمة للشعب السوداني.
* أهداف المؤتمر
يهدف المؤتمر إلى التطبيع الكامل للسودان في المجتمع الدولي بجانب تنوير المستثمرين الأجانب والقطاع الخاص والمصرفيين بالإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها حكومة السودان بجانب إبراز فرص الاستثمار في السودان في القطاعين العام والخاص,
** الإندماج الدولي
وفي ذات السياق قال الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي: وعدت باريس أنها ستعمل على استضافة أكبر تجمهر دولي لدعم السودان، بإقامة مؤتمر دولي لدعم السودان اقتصادياً.
ومن أهم أهداف هذا المؤتمر إعفاء السودان من ديونه البالغ قدرها ٦٠ مليار دولار أمريكى وإعادة إدماج السودان فى المنظومة الدولية وتشجيع الاستثمار والتدفقات المالية عبر البنوك ورجال الأعمال للاستثمار في السودان مما سيفتح الكثير من آفاق الاستثمارات الجديدة التي ستعود بالفائدة على الشعب السوداني من خلال التنمية والإصلاح الاقتصادي.
لابد من إشراك قطاعات الطاقة والتعدين، الصناعة، البنية التحتية، الزراعة في المؤتمر لبحث كيفية الاستثمار فيها وتطويرها.
وفتح الباب أمام المستثمرين الدوليين للدخول في مجال الاستثمار في السودان.
** شراكات استثمارية
وشدد هيثم على أهمية عرض الفرص المتاحة لخلق شراكات استثمارية حقيقية ذات فوائد مع طرح مشروعات تعبر عن حقيقة فرص الاستثمار على أن تكون محددة ومدروسة ومكتوبة بعناية لطرحها لاستقطاب التمويل أو الشراكة على الحكومة تشريع قانون استثمار جديد فيه ميزات جاذبة مقارنة مع دول شبيهة بالسودان.
وإعداد دليل الإجراءات ودليل مستثمر وتحديد الفرص المتاحة للاستثمار وإعداد خارطة استثمارية.
أتوقع أن يكون هناك بالتزام واضح لتخفيف عبء الديون على السودان.
على الحكومة أن تعمل على انتزاع تعهدات من المشاركين بالدخول في مشروعات بنى تحتية ذات أولوية كمشروعات الطاقة والطرق.
أهمية المؤتمر تأتي كون فرنسا راعية له لأنها تعتبر واحدة من أهم دول المجتمع الدولي.
** الصورة الذهنية
وقال لـ(الصيحة): كان وجود السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب يشكل عقبة في أداء الاقتصاد من نواح عدة مباشرة وغير مباشرة، فمن الناحية المباشرة يحرم من التعامل عبر النظام المصرفي الإقليمي والدولي سواء ما يتعلق بالمقاصة الدولية بالدولار، ومنع التحويلات النقدية والتدفقات المالية إلى داخل البلاد وخارجها، بالتالي يلحق أثراً وضرراً بالغين في الاقتصاد، إلى تأثيره في الاستثمار الأجنبي المباشر لأن معظم الشركات والمؤسسات المالية والتمويلية الكبرى في العالم تضع حساباً كبيراً لواشنطن خوفاً من العقوبات التي يمكن أن تتعرض لها في حال التعامل مع السودان فإن رفع اسم السودان من القائمة سيفتح أبواباً كثيرة من ناحية التعامل مع المؤسسات المالية العالمية، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والاستفادة من إعفاء الديون، إضافة إلى إتاحة الفرصة لتدفق الأموال داخل البلاد من ضمنها رؤوس الأموال الأميركية، وتحويلات المغتربين، فضلاً عن تحسين الصورة الذهنية عن السودان.
** مغبة الفشل
من جانبه حذر الخبير الاقتصادي عالم عباس من مغبة فشل مؤتمر باريس، وقال إن حكومة السودان لم تجن سوى الوعود الكاذبة من المؤتمرات السابقة ووعوداً من الأصدقاء والمانحين وغيرهم مع عدم التنفيذ، مشيرًا إلى أن عملية إعفاء الديون لا تستغرق وقتًا طويلاً، مع العلم أن صندوق النقد والبنك الدوليين قدما تصريحاً حول تعافي الاقتصاد السوداني، وهذه الخطوة إذا تم تضمينها في التقرير الذي يتم تقديمه في مؤتمر باريس ستكون في صالح السودان ولكن نخشى أن تكون وعودا تذروها رياح الواقع، وكما هو الحال في الوعود التي قدمت من قبل.
وقال عباس إن إلغاء الديون وجذب الاستثمارات الأجنبية هي أولى أهداف السودان في مؤتمر باريس، وأشار عباس إلى مبادرة الهبيك ومبادرة البنك الدولي في دعم مساعي إعفاء السودان من الديون في إطار نادي باريس الذي يعد إعادة تجربة الفشل.
وتساءل عباس هل مازالت بعض الدول تنظر إلى السودان على أنه عاجز عن إصلاح اقتصاده بالرغم من موارده الضخمة وهل مؤتمر باريس سيلبي تطلعات السودان استثمارياً وهل تتم إعادة إدماج السودان في المنظومة الدولية الاعتراف به عقب مغادرته قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأوضح عباس أن هناك توجساً من مؤتمر باريس، لأن الإرهاصات جميعها تدل على فشل المؤتمر.
** ملامح جديدة
ففى الجانب السياسي أشار السفير بولاد إلى أن العنوان الرئيسي لهذه الجلسة هو تقديم السودان إلى العالم بملامحه الجديدة ذات السمات الديمقراطية الآخذة في التطور والانتقال الكامل إلى الحكم الديمقراطي وذلك عبر شرح الإصلاحات الكبرى التي تنتظم البلاد وما تشهده من تحولات سياسية داخلية مثل تنفيذ اتفاقية السلام وخطط استدامة السلام، تطوير آليات وقوانين احترام حقوق الإنسان، ترسيخ دولة القانون، خطط الإصلاح الاقتصادي، وترتيبات الانتقال بشكل عام.
ومن المتوقع أن تشهد الجلسة مشاركات وتأكيدات قوية من الدول الغربية بدعم السودان وحكومته الانتقالية مع تأكيد التزام المانحين بتعهداتهم المتعلقة بالدعم المادي في مؤتمر برلين العام الماضي وأي أشكال أخرى من الدعم السياسي والاقتصادي.